تم مساء الاثنين بالدارالبيضاء الاحتفال بتخرج الدفعة الأولى من الشباب المستفيدين من برنامج المهن الرقمية للشباب المغربي (ديجيتال جوبس فور موروكن يوث)، الذي تم إطلاقه بالمغرب قبل سنة لتأهيل خريجي المؤسسات الجامعية والمهنية في مجال المهن الرقمية. ويروم هذا البرنامج، الذي يعد ثمرة شراكة بين المؤسسة المغربية للتربية من أجل التشغيل ومؤسسة "روكفيلر" من الولاياتالمتحدةالأمريكية، تعزيز قدرات الشباب المغربي، وتحفيزهم على الإبداع والابتكار في مجال الإعلام والتكنولوجيا، وتحسين مهاراتهم في قطاعي التكنولوجيات الحديثة والمعلوميات، علاوة على تسهيل إدماجهم المهني. ويتوخى البرنامج، الذي يحظى بدعم من مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل وجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء وعدد من المؤسسات الخاصة، واستفاد منه 770 شابا في مرحلته الأولى التي استغرقت 18 شهرا، الوصول إلى تكوين خمسة أضعاف هذا العدد في أفق 2020، وذلك بتعاون مع عدد من الشركاء الجدد. وفي هذا الإطار، أوضح عمر الشعبي، رئيس المؤسسة المغربية للتربية من أجل التشغيل أن البرنامج، الذي أطلق بتعاون أيضا مع المؤسسة الكندية (ماستر كارد)، يطمح إلى الرفع من معدل التشغيل بالمغرب من خلال توفير تكوينات متخصصة تستجيب لحاجيات سوق الشغل، إلى جانب تدعيم قدرات الشباب من خريجي الجامعات الوطنية ومؤسسات التكوين المهني وتدريبهم في مجال انتقاء المهن المناسبة لمؤهلاتهم العلمية والشخصية، ومساعدتهم على تثمين قدراتهم الذاتية، وحسن استثمارها للنجاح في مسيرتهم المهنية. وأشار إلى أن اختيار قطاع التكنولوجيات الحديثة كمجال للتكوين يعود للأهمية التي يحظى بها ضمن النسيج الاقتصادي الوطني باعتباره من بين القطاعات الواعدة، بحيث أن بإمكانه ضمان 59 ألف منصب شغل في أفق 2020، مذكرا بدراسة حديثة أجرتها مؤسسة أكسنترا بشراكة مع المؤسسة المغربية للتربية من أجل التشغيل أظهرت أن هناك طلبا قويا في المغرب للتوظيف في مجالات التصميم والبرمجيات، والتطوير المعلومياتي. ومن جانبه أبرز جيمي ماكاوليف، رئيس مؤسسة (التربية من أجل التشغيل)، أن هذه المبادرة، التي شملت ست دول عربية هي تونس، والأردن، وفلسطين، واليمن، والسعودية، والمغرب، تبنت مقاربة جديدة تهدف إلى المساهمة في التقليص من معدلات البطالة في صفوف الشباب حاملي الشهادات من خلال كسر الهوة القائمة بين سوق الشغل والمنظومة التكوينية، مما مكن من فتح آفاق جديدة أمام الراغبين في الحصول على عمل، وتمكينهم من الآليات التي تساعدهم على اقتناص فرص الشغل المتاحة. وتم بهذه المناسبة، التوقيع على اتفاقيتي شراكة بين المؤسسة المغربية للتربية من أجل التشغيل من جهة، وفاعلين وطنيين رائدين في مجال التجارة الالكترونية والتواصل المهني الالكتروني، تهدفان إلى توظيف وتكوين وتأطير الشباب، والاستفادة المتبادلة من الخبرات التي راكمها كل طرف لضمان توظيفات ذات جودة مع معدل استقرار في هذه الوظائف. وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسة المغربية للتربية من أجل التشغيل منظمة غير حكومية تعمل من أجل بلورة شراكات بين القطاعين العام والخاص لتأهيل الشباب وتسهيل ولوجهم الى سوق الشغل، وتطوير برامج تكوين فعالة ومناسبة تستجيب لحاجيات المقاولات، وإيجاد قنوات للاتصال المباشر بين المقاولات المشغلة والشباب الباحثين عن فرص للشغل. وقد استفاد من برامج التشغيل لهذه المؤسسة، التي تنشط في الدارالبيضاء، والرباط، والجديدة، وطنجة، وتطوان، وأصيلا، وجهة عبدة- دكالة، 14 ألف و250 شابا من بينهم 53 في المائة من النساء.