فازت المنشدة شيماء الردان من مدينة أزمور في فئة أقل من 16 سنة بالجائزة الاولى لملتقى سجلماسة لفن الملحون في نسخته 21 الذي تنظمه وزارة الثقافة بتعاون مع عمالة اقليمالرشيدية. كما منحت لجنة التحكيم، التي ضمت محمد الوالي ونور الدين الشماس وعبد الكريم الصادقي، خلال حفل نظم مساء السبت بأرفود، الجائزة الثانية لسارة باعدي، فيما عادت الجائزة الثالثة مناصفة بين نزار رحيمي وسكينة أهل حنين. وقال رئيس جمعية اصدقاء ملتقى سجلماسة لفن الملحون محمد بنشاد العلوي ان من بين اهداف هذه التظاهرة الثقافية أساسا ابراز المواهب والابداعات الشابة الجديدة ومنحها فرصة ابراز مؤهلاتها في مجال الانشاد ضمانا لاستمرار هذا اللون الغنائي التراثي، مشيرا إلى ان فن الملحون كأدب شعبي مغربي يختزل مجموعة من التقاليد والعادات المغربية الأصيلة. وأكد الفاعل الجمعوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على الاهمية التي يكتسها توفر الصوت الجيد في منشد الملحون والذي يمكنه من أداء القصائد وذاكرة الحفظ الجيدة "لأنه بدون حفظ جيد لا يمكن للمنشد أن يؤدي تلك القصائد بالشكل المطلوب"، مبرزا أهمية توسيع دائرة الاعتناء بفن الملحون وجعله ضمن اهتمامات الشباب وكذا صيانة هذا التراث والحفاظ عليه عبر تدوينه وتوثيقه مما سيحفظ الذاكرة الجماعية لأهل المنطقة بمختلف مكوناتها . وشكل الحفل الساهر خلال اليوم الثالث من هذا الملتقى مناسبة لمحبي هذا الفن الأصيل لتجديد عرى الروابط مع ثقافته واكتشاف غنى هذا التراث الذي تزخر به منطقة تافيلالت التي تعتبر، في الاصل، مهد فن الملحون. وقد استمتع الجمهور الحاضر بالأداء المتميز لمجموعة "جوق سجلماسة لفن الملحون" برئاسة عبد العالي بريكي و"جوق الرباطسلاالقنيطرة" برئاسة آدم العلوي و"جوق تارودانت" برئاسة اسماعيل سقارو، والتي أدت قصائد امتزجت فيها الجمالية والمتعة. وتشكل كل دورة من دورات الملتقى، الذي يندرج في اطار استراتيجية وزارة الثقافة الرامية إلى المحافظة وصيانة فن الملحون والتعريف به واعتبارا للقيمة التي تكتسيها منطقة تافيلالت في الوجدان المغربي كونها تعد مهدا لهذا الفن العريق، وقفة للتأمل والتفكير في مستقبل هذا الفن التراثي بين المحافظة والتطوير وذلك من خلال ابتكار سبل أكثر نجاعة للتعريف به وتعميمه وصيانته وتوثيق قصائده وتكريم شيوخه وأعلامه. ونظمت على هامش هذا الملتقى ندوة علمية في موضوع " الملحون واقع وآفاق " شارك فيها نخبة من الدكاترة والأساتذة والباحثين".