حصدت المسرحية الإسبانية "طارتيف" لفرقة المدرسة الملكية العليا للفنون الدرامية بمدريد، مساء أمس الثلاثاء، ثلاث جوائز من بينها الجائزة الكبرى لمهرجان أكادير الدولي للمسرح الجامعي في دورته العشرين، التي نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر، من 25 إلى 28 أبريل الجاري، تحت شعار "من أجل ترسيخ الإبداع وحوار الحساسيات المسرحية". وعادت جائزة أحسن دور نسائي للممثلة أراتشيلي كونتريراس من نفس الفرقة عن دورها في مسرحية "طارتيف"، التي تحاكي النص المسرحي الشهير للكاتب الفرنسي موليير في قالب دراماتورجي لا يخلو من التحيين بشكل يجعله جسرا من التقاطعات الموسعة التي تجمع بين موليير والشخصية في العمل. كما تألقت ذات الفرقة الإسبانية بحصول الممثل بابلو تشافيز على أحسن دور رجالي مناصفة مع الممثل التشيكي من كلية برنو فافول سيريس عن دوره في مسرحية "هل أعجبتك الوجبة سيدي?" وأحرزت مسرحية "حبال من خز" لفرقة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير أكادير على "جائزة الأمل"، فيما فازت مسرحية "أولاد الزنى في عقلي" لأكاديمية المسرح بروما الإيطالية على جائزة السينوغرافيا وجائزة الإخراج، في حين عادت جائزة لجنة التحكيم لمسرحية "أوبرا دو كاتسوس" لفرقة المعهد الوطني للفنون والثقافة التابع لجامعة بلغورود الروسية. وضمت لجنة التحكيم في عضويتها كلا من حسن يوسفي وفاطمة باجو و المخرج المسرحي محمد خوميس، الذي حظي رفقة الممثلة بشرى أهريش بتكريم خاص عرفانا لما أسدياه من خدمات لفائدة الفعل المسرحي. وخلال حفل اختتام هذه التظاهرة، أكد رئيس جامعة ابن زهر السيد عمر حلي أن مهرجان أكادير في نسخته العشرين يكون قد قدم ما يزيد على 200 عرض مسرحي من مختلف بلدان العالم و مختلف المدارس والتوجهات الفنية من المسرح الكلاسيكي إلى التجريبي والارتجال. وأوضح أن هذا التراكم الكمي والنوعي وما واكبه من انخراط نخبة من عشاق الركح في ركوب صهوة التأليف والكتابة والإخراج، كما في الورشات التكوينية والندوات، هو ما يزيد المنظمين إصرارا على السير قدما بهذه التظاهرة التي "أقامت الدليل بفضل التفاف الجمهور حولها على أن للفعل الثقافي محبوه وله من يؤمن به". وتمثل جديد الدورة العشرين للمهرجان في عودته إلى مهده من حيث انطلق بقاعة بلدية أكادير في مسعى يهدف، برأي المنظمين، إلى تكريس انفتاح الجامعة على محيطها المباشر بما يجعلها مكونا أساسيا في الأجندة الثقافية للمدينة، فضلا عن تنظيم عروض وتقديم لوحات طيلة أيام المهرجان قبالة قصر البلدية وعقد ندوة حول "المسرح والإعلام" بمشاركة باحثين ومهنيين من مختلف المشارب والتخصصات. وتوصلت اللجنة التنظيمية لهذه الدورة مجموعه 26 طلب مشاركة، اختارت منها تسعة تمثل فرق المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير- أكادير وكلية الآداب والعلوم الإنسانية- أكادير وكلية العلوم القانونية و الاقتصادية والاجتماعية-عين السبع الدارالبيضاء، بالإضافة إلى عروض لدول شقيقة وصديقة هي فلسطين ومصر وتونس والتشيك وروسيا وإيطاليا وإسبانيا. ويأتي تنظيم هذا المهرجان، الذي دأبت كلية الآداب بأكادير على تحقيقه بشكل منتظم منذ عقدين من الزمن، ليؤكد إرادة جعل رحاب الكلية وفضاءات المدينة ملتقى الثقافات والحساسيات الفنية والتجارب المسرحية الهادفة إلى تبادل الخبرات المسرحية وحوارها بين الجامعات المغربية والدولية وتلاقح الأفكار وصقل المواهب وتهذيب الذوق الفني. جدير بالذكر أن الجائزة الكبرى للدورة 19 لمهرجان أكادير الدولي للمسرح الجامعي كانت من نصيب مسرحية "في- روس" لفرقة المدرسة العليا للأساتذة التابعة لجامعة مولاي إسماعيل بمكناس. شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)