عائلات ضحايا الاعتداءات الإرهابية، بداية الألفية الثالثة والتي ضربت أحياء مدينة الدارالبيضاء، إلى جانب فعاليات ومكونات المجتمع المدني (الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، الجمعية المغربية لضحايا الإرهاب والمرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف)، لم تتأخر في الحضور لإحياء ذكرى شهداء أحداث حي الفرح الإرهابية وإعلان تضامنها مع ضحايا الاعتداء التي عرفتها المنطقة سنة 2007. الوقفة الرمزية التضامنية مع ضحايا الأحداث الإرهابية، والتي نظمت في فضاء حديقة الإدريسي بمنطقة حي الفرح مساء يوم الجمعة الماضي 10 أبريل 2015، أجمعت فيها كلمات الفعاليات الجمعية على تحميل الحكومة مسؤولية التعاطي الإيجابي وإعمال القانون، في مواجهة التهديدات الإرهابية والخطابات التكفيرية، والدعوة إلى إحداث مجسم للشهيد محمد زبيبة أحد رجالات الأمن، كان ضحايا الأحداث الإرهابية بالمنطقة واعتبارها رسائل الاعتراف بالجهود الأمنية، في تفكيك الخلايا ومواجهة المخاطر الإرهابية . كلمة الفضاء الحداثي للتنمية والتعايش، والتي ألقاها بالنيابة عن السكرتير الوطني وحيد مبارك، أكد أن دلالة الوقفة التضامنية تأتي للوفاء لروح الشهيد رجل الأمن محمد زبيبة، وجميع المنتمين إلى سلك الأمن والسلطة، بتعرضهم للمخاطر اليومية في مواجهة الإرهاب الذي بات يطرق الأبواب من جميع الاتجاهات، خصوصا أمام تزايد الخطابات التكفيرية والكراهية، التي تهدد بإزهاق الأرواح واستباحة دماء الفعاليات السياسية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني، ورجال الإعلام. كلمة الفضاء الحداثي اعتبرت أن مد التطرف أصبح يلبس لبوسا دينيا، وهو في منحى تصاعدي لا يمكن القبول به أو السكوت عنه، مطالبا الحكومة بإعمال القانون في مواجهته عوض اعتماد سياسة غض الطرف أو التسامح مع تفاصيله لخلفيات سياسوية، وأن الأمر يتعلق بأمن ووحدة واستقرار مجتمع وليس مجالا لأية مزايدة. أكدت كلمة الفضاء الحداثي أن الوقفة التضامنية هي عربون وفاء واعتزاز بشجاعة القوات المسلحة الملكية، المرابطة في الحدود في الدفاع عن الوطن في مواجهة التهديدات الإرهابية القادمة من الخارج، مجددا دعمه الكبير لجميع الضحايا الذين أصيبوا في أحداث حي الفرح ورافقتهم تفاصيلها المؤلمة جسديا ونفسيا، شأنهم في ذلك شأن أرملة الشهيد محمد زنبيبة وأرامل وضحايا 16 ماي وأركانة، والتي لم تستطع كل تلك التفاصيل الإرهابية أن تقهرهم أو تنال من عزيمتهم، بل شق الجميع طريقهم بمنتهى الإصرار والأمل في غد أفضل وفي مغرب أقوى، ووطن يؤمن بالسلام والتعايش والتسامح، ورفض كل أشكال الغلو والتطرف والإرهاب.