اعتبرت الرسالة التي قدمتها أحزاب المعارضة إلى جلالة الملك التصريحات الصادرة عن رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران بمثابة «إقحام للمؤسسة الملكية في المنافسة السياسية التي ستجري بين الأحزاب المغربية في الانتخابات المقبلة، وذلك «على النحو الذي يهدف من ورائه السيد رئيس الحكومة المغربية إلى إيصال معلومات خاطئة ومغلوطة للشعب المغربي مفادها أن الحزب الذي يترأسه يظل الحزب المميز لدى جنابكما الشريف وأنه الحزب الوحيد الذي يهدف إلى الاصلاح وحسن التدبير وأن باقي الأحزاب خاصة تلك الغير مشاركة في الحكومة تعمل على عرقلة عمل الحكومة التي يترأسها وتحاول إسقاطها بطرق غير مشروعة». وقالت رسالة أحزاب الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري «إن مثل هذه التصريحات والإيحاءات التي يقحم فيها السيد رئيس الحكومة المغربية من موقعه كأمين عام لحزب سياسي، سدتكم العالية بالله لن يترتب عنها سوى انتهاك مبدأ المساواة بين مختلف الأحزاب السياسية خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات، وبالتالي سوى عرقلة الاختيار الديموقراطي والمنافسة المبنية على تكافؤ الفرص بين الأحزاب السياسية باعتبارها مؤسسات دستورية متساوية فيما بينها». وكان زعماء الأحزاب الأربعة قد حظوا باستقبال مستشاري جلالة الملك عبد اللطيف المنوني وفؤاد عالي الهمة يوم الجمعة بعد 24 ساعة من تقدمهم بالرسالة، التي اعتبرت أيضا أن هذا الوضع «تنتهك فيه مقومات الدولة الديموقراطية بفعل التصريحات والإيحاءات الصادرة عن رئيس الحكومة خاصة مع اقتراب موعد الاستحقاقات وحتى لا نضطر إلى المواجهة العلنية التي لن تفيد إلا خصوم بلادنا، كما أنها ستبخس العمل السياسي وتضرب في الصميم نبله بالشكل الذي سؤثر سلبا على الاختيار الديموقراطي للمملكة المغربية». والتمست الأحزاب في رسالتها تحكيما ملكيا قائلة «لا يسعنا إلا أن نتوجه إلى جنابكم الشريف ملتمسين تحكيمكم باعتبار سدتكم العالية بالله الحكم الأسمى بين مؤسسات الدولة». وختمت الأحزاب السياسية رسالتها بدعوات لجلالة الملك ولولي العهد الأمير مولاي الحسن.