غادر الشابان قريتهما الصغيرة في الريف الأوسط قاصدين مدينة مكناس لزيارة أقاربهم غير أن القدر رسم لهما طريقا آخر ... مكالمة هاتفية من طرف أحد الأشخاص بمدينة فاس قادتهما إلى المصير المجهول ! فجأة تحول الإثنان إلى صيد ثمين يطالب الخاطفون بفدية من أجل إطلاق سراحهم عندما عقد أبناء العم العزم، على زيارة الأهل بمدينة مكناس، لم يخطر على بالهما بأن هذه الزيارة العائلية، ستنتهي بهما إلى كابوس الاختطاف، مكالمة هاتفية من أحد الأشخاص بمدينة فاس، كانت هي الحلقة المفقودة في رحلتهم السوداء. مكالمة قررا على إثرها التوجه إلى مدينة فاس، ومن سوء حظهما أن سيارتهما تعرضت لعطب مفاجىء، ولم يكن لديهما الوقت الكافي لإصلاحه. ويبدو أن المكالمة المجهولة التي تلقاها من الشخص المجهول، جعلتهما في عجلة من أمرهما، فقررا التوجه إلى فاس عبر سيارة الأجرة الكبيرة. نزلا بالقرب من محطة القطار، حيث وجدا في انتظارهما أحد الأشخاص الذي تعرف عليهما وقدم نفسه لهما، فاستقلا برفقته سيارته الشخصية بعدما وعدهما بإيصالهما إلى منطقة «إيكاون» مسقط رأسهما، بعد أن يلتقيا بشخص لأمر هام. انطلق صاحب السيارة في اتجاه المكان الموعود به، إلا أنه وبعد لحظات قليلة، توقف السائق ليفاجؤوا بصعود سبعة أشخاص إلى السيارة طالبين منهم الامتثال لأوامرهم دون نقاش. تغيرت وجهة السيارة بعد ركوب الغرباء باتجاه منطقة شعبية بمدينة فاس، حيث أودعا بغرفة بأحد المنازل الوضيعة، وتم تجريدهما من لباسهما إلا من اللباس الداخلي، توالت عليهم بعد ذلك أشكال التعذيب وصنوف التنكيل. سلب منهما الخاطفون هاتفيهما النقال ومبلغا من المال. لم ينتظرا طويلا للتعرف على سبب محنتهم، حيث عمد مدبر عملية الاختطاف إلى الاتصال بشقيق أحدهما (مهاجر بالديار الهولندية) عبر الهاتف، وكان محور المكالمة المطالبة بفدية قدرها 30 مليون سنتيم مقابل إطلاق سراحهما. بادر الشقيق المهاجر إلى الاتصال بوالده، مؤكدا له اختطاف ابنه وابن أخيه ومطالبا إياه بتدبر المبلغ الذي يشترطه المختطفون لإطلاق سراحهما. خبر نزل كالصاعقة على الأب المكلوم الذي تنقل فورا إلى مدينة فاس قاصدا المصالح الأمنية لإشعارها باختفاء ابنه وابن أخيه ومطالبة العصابة المختطفة بفدية لإطلاق سراحهما، غير أن المفاجأة التي وجدها في استقباله وجود أحد الضحيتين رهن الاعتقال. افتضاح أمر القضية سببها أن أحد الشابين الذي أوهم الخاطفين بالذهاب إلى المرحاض قبل أن يستغل الوضع لمحاولة الفرار عبر النافذة، غير أنه أصيب بكسور على مستوى رجليه ورضوض وكدمات في الظهر، وهو ما أثار ضجيجا أدى إلى إيقاظ جيران المنزل الذين بادروا إلى إخبار مصالح الأمن التي تدخلت لتخليص الضحيتين، واعتقال زوجة صاحب المنزل التي تم الاستماع إليها في محضر رسمي، وفك سر مطالبة زوجها لها بزيارة أقاربها في نفس يوم اختطاف المعنيين. نقل الضحية المصاب إلى مستشفى الغساني بفاس واحتفظ بالثاني رهن الاعتقال، لتبدأ بعد ذلك فصول أخرى من البحث والتحقيق والتحريات من طرف المصالح الأمنية المختصة، للكشف عن الجهة المسؤولة عن اختطاف أبناء العم. محمد المتقي