من المرتقب أن تشهد جماعة إثنين أملو (إقليمسيدي إفني)، بمناسبة اليوم العالمي للماء (21 مارس)، تدشين مشروع رائد يسمى "حصد الضباب"، عبارة عن تجربة مبتكرة قوامها تجميع المياه من رطوبة ورذاذ الضباب ، وفق ما أفاد به القيمون على هذه المبادرة "الفريدة في المغرب وشمال إفريقيا". وكشف عيسى الدرهم، رئيس جمعية دار السي أحماد للتنمية والتربية والثقافة، حاملة المشروع، خلال ندوة صحفية اليوم الجمعة بأكادير، أن "الأمر يتعلق بتجميع مياه الضباب وفق تقنية قديمة جدا أثبتت فعاليتها بأمريكا اللاتينية ولاسيما في الشيلي (منطقة كامانشاكا) نحاول استنساخها بمنطقة سيدي إفني شبه القاحلة والمعروفة بشح التساقطات". وأبرز أن المشروع يوجد في جبال "بوتمزكيدا" حيث تم نصب شباك من مادة "بروليبروبيلان" المعروفة بحساسيتها ل"اقتناص" ما يحمله الضباب من رذاذ ورطوبة، على علو 1225 متر باتجاه الشمال الغربي. و أضاف أن عدد المستفيدين يصل إلى حوالي 400 شخص (80 أسرة)، بالإضافة إلى ما يربو على 400 رأس من الماشية في هذه المنطقة التي تضم خمسة دواوير و مدرستين قرويتين ومدرسة تقليدية، مؤكدا أن معدل كمية المياه المترتبة عن العملية يقارب 6.3 متر مكعب يوميا. ويتكون المشروع من 600 متر مربع من الشباك المنصوبة (بمعدل 20 وحدة من 30 مترا مربعا) و خزانين بسعة إجمالية تصل إلى 500 متر مكعب و بئر و مد ما يزيد على 9000 متر من السواقي و نظام للتصفية والتعقيم، بالإضافة إلى أربعة خزانات فرعية و مرصد للضباب، هو الأول من نوعه في العالم. وأوضح الدرهم، الذي أحرزت جمعيته جائزة في إطار الدورة الثالثة للتنمية المستدامة والطاقات البديلة "إيكو تيك إكسبو" الذي احتضنته مدينة أكادير في مارس 2013، أن هذه التجربة تنبني على ثلاثة مقومات يتمثل أولها في توافر الضباب بالمنطقة المستهدفة ، وثانيهما في تواجد ضغط جوي مرتفع في محيط مائي ذي مياه باردة، فيما يتعلق البعد الثالث بوجود حاجز طبيعي هو في الغالب مرتفع جبلي يتراوح علوه ما بين 500 و 600 متر فوق سطح البحر. وشدد على أن هذه المقومات تجتمع كلها في منطقة إفني كما بباقي الواجهات الأطلسية أو بغيرها في بلد مثل المغرب، مشيرا إلى "أننا نتوفر على حالة المرتفع الجوي الآصور وتيار الكناري مع مجرى أطلنطي بارد وجبال تطل على منطقة آيت باعمران". وبعدما أشاد بما لقيه المشروع من دعم من لدن مختلف الشركاء الأجانب منهم والمغاربة، لاسيما قطاع التعاون الوطني ووكالة الحوض المائي سوس ماسة ودرعة، اعتبر السيد الدرهم أن هذه التجربة لا تخص فقط إفني والضواحي، على اعتبار أنها قد تشمل منطقة آيت باعمران إلى الصويرة شمالا، كما قد تعني جبال الريف أيضا، قبل أن تحيط بالأطلس الكبير وتضاريس الأطلس الصغير بدءا من ضواحي أكادير ومرورا بمنطقة أشتوكة آيت باها إلى غاية مرتفعات آيت باعقيل جنوبا. وتشير جمعية دار السي أحماد في موقعها الإلكتروني إلى أن ندرة المياه، في منطقة مثل آيت باعمران المعروفة بطقسها الجاف إلى شبه الجاف، تمثل مشكلة تؤرق المعيش اليومي للقرى القابعة في مرتفعات الأطلس الصغير، ولاسيما حياة النساء والفتيات اللائي يقع عليهن وزر البحث عن الماء. و يوضح المصدر نفسه أن الفتيات والنسوة في هذه المنطقة يخصصن ما يربو على 3.5 ساعة يوميا لجلب الماء