قال الحسين الوردي إن وزارة الصحة تشتغل بتنسيق مع وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية، على مناقشة ووضع الإطار القانوني الخاص بتنظيم الاجهاض مع الاحترام الكامل للقيم الاجتماعية والدينية والاخلاقية والاستجابة للتحديات المطروحة، واعتبر الوردي الذي كان يتحدث خلال اللقاء التشاوري حول الإجهاض صباح اليوم بالرباط، أن رفع الحواجز عن الإجهاض ستكون له آثار إيجابية على البلاد من حيث خفض نسبة وفيات النساء جراء الإجهاض غير الآمن وتمكين الأطباء من العمل القانوني وخفض الكلفة المادية بالنسبة للنساء والدولة، في ما يخص التكفل بالمضاعفات. وأوضح الوردي أن معالجة الإشكالية لا يمكن أن تكون قانونية صرفة لأن الدول التي اكتفت بها فقط فشلت، ودعا إلى وضع مقاربة شمولية. وقال وزير الصحة إن القانون المنظم للإجهاض في المغرب اصبح اليوم متجاوزا ولا يستجيب لتحديات صحة الأم والطفل.
وذكر الوردي أن القانون الجنائي يعترض الإجهاض ولا يسمح بالاجهاض الطبي إلا إذا استوجبته ضرورة المحافظة على صحة أو حياة الأم وهو الأمر الذي يبقى صعب التأويل. وشدد على أن هناك حالات عديدة للإجهاض السري غير المأمون، تسائلنا جميعا حول الحمل غير المرغوب فيه وغير المبرمج والذي يشكل فاجعة للمرأة التي ليست مستعدة له خصوصا في الاغتصاب وزنا المحارم والامهات العازبات. فخوفا من متابعات القانون الذي يعاقب على الإجهاض تلجأ الكثير من النساء، إلى وسائل بدائية وأدوات حادة غير معقمة أو أعشاب مسمومة مع ما يتبع ذلك من مضاعفات قد تؤدي إلى الوفاة. ولفت الوزير إلى كون الحمل غير المرغوب فيه غالبا ما تكون له عواقب اجتماعية كالانتحار أو طرد الفتاة أو استكمال الحمل ثم التخلص من الوليد أو اقتراف جرائم شرف.
وذكر الوردي أن 65٪ من الدول المتقدمة رفعت جميع الحواجز عن الاجهاض والاختلاف بينها هو المرحلة التي يمكن إن يتم فيه هذا الإجهاض وهو حال دول إسلامية كتونس وتركيا وايران التي سمحت به في حال الاغتصاب إو زنا المحارم أو التشوهات الخلقية لدى الجنين. واعتبر الوردي أن استراتيجية الصحة الانجابية تبقى غير قادرة على الاستجابة لمتطلبات هذا الشريحة باعتبارها تهم أساسا النساء المتزوجات، واليافعين والشباب، وذلك تنكب الوزارة على وضع خطة ترتكز على ثلاثة محاور تهم تطوير سبل الوقاية من الحمل غير المرغوب فيه، وتيسير الولوج للمعلومة الصحية الشاملة لفائدة جميع مكونات المجتمع، وتيسير ولوج النساء ضحايا الاجهاض السري للخدمات الصحية دون خوف من المتابعة. حنان رحاب