يطلق المركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط، بعد غد الخميس، حملة تواصلية إعلامية لتحسيس المواطنين في مجال التبرع بالأعضاء والانسجة من متبرعين أحياء أو في حالة موت دماغي. وأوضح المركز الاستشفائي ابن سينا في بلاغ أن هذه المبادرة الإنسانية للمركز تأتي لسد الخصاص الحاصل على مستوى التبرعات، انطلاقا من أشخاص أحياء أو متوفين بالمغرب، مضيفا أنها تهدف أيضا إلى تسليط الضوء على التبرع بالأعضاء واستعادة ثقة المواطن في هذا المجال، بما في ذلك المناحي الدينية والتشريعية. وأشار المصدر ذاته إلى أن الإسلام يرخص لأخذ العينات لغرض علاجي، وذلك بهدف تمكين الاعضاء أو الانسجة المتضررة من استعادة وظيفتها. وكشفت الأرقام التي أعلن عنها متم سنة 2014 أنه يتم إجراء 25 عملية لزرع الأعضاء فقط بالنسبة لكل مليون نسمة، وهناك 0,4 من المتبرعين بالنسبة لكافة أنواع الأعضاء. فيما يقدر عدد الأشخاص المسجلين في سجل التبرع لدى المحكمة الابتدائية بألف شخص فقط. وتظل هذه الأرقام، يضيف البلاغ، دون مستوى الاحتياجات الحقيقية. غير أن المركز الاستشفائي ابن سينا يتوقع، في أفق 2016، إجراء ما بين 200 و250 عملية زرع للأعضاء (الكلي، الكبد، القرنية والعظام) سنويا. وتشتغل كافة الفرق الطبية للمركز ، بتعاون مع الهيئات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة، بشكل دؤوب للترويج لهذا البرنامج. وحسب البلاغ ، يعد يوم 12 مارس، الذي ينظمه المركز الاستشفائي ابن سينا، محورا أساسيا ضمن برنامج واسع للمركز لزرع الأعضاء والأنسجة (2013- 2016)، معتبرا أن هذا الجانب سيشجع التبرع وتأمين توفر الأعضاء والأنسجة التي يتيعن زرعها، مذكرا بأن يوم 12 مارس يعد ثالث مرحلة ضمن عملية تواصلية كبرى لفائدة التبرع، من أجل الانخراط ضمن سجل المتبرعين بالأعضاء وضمان توفر الأعضاء والأنسجة التي سيتم زرعها. وذكر البلاغ أن عملية الزرع ليست فقط عملية طبية ذات حمولة إنسانية كبيرة ولكن أيضا وسيلة لتدبير الموارد الصحية ومشروعا مجتمعيا. إذ أن إجراء 100 عملية زرع سنويا تمكن من اقتصاد 12 مليون درهم. كما أن ازدهاره ينخرط في إطار إطالة أمد وجودة الحياة، باعتباره أحد مؤشرات التنمية البشرية وتطور البلد. ويشارك في هذه المبادرة شخصيات في مجالات الطب والسياسة والدين والفن، والذين سيجتمعون بحدائق مستشفى ابن سينا، ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، لتسليط الضوء على "أهمية التبرع بالأعضاء والحاجة إليه". ويتضمن برنامج المبادرة خطابات رسمية وكذا شهادات لأشخاص استفادوا من عمليات للزرع، من البالغين والأطفال وكذا أوليائهم. ويلتقي هؤلاء الأشخاص بالمواطن للحديث عن التحسن الذي طرأ على حياتهم بفضل هذا العمل التطوعي والنبيل. كما يتضمن برنامج هذه الحملة، المنظمة بمناسبة اليوم العالمي للكلي، مسيرة جماعية للدعم، تنظم انطلاقا من مستشفى ابن سينا للحاق بمستشفى التخصصات، مرورا بمستشفى الأطفال للعودة إلى نقطة الانطلاق. وبهذه المناسبة، سيتم توزيع مطويات على العموم للإجابة عن التساؤلات المتعلقة بالتبرع والتعرف على حالة الموت الدماغي. ويتمحور برنامج المركز الاستشفائي ابن سينا لزرع الأعضاء (2013/ 2016) محورين أساسيين، يهم الأول الزرع انطلاقا من متبرع حي والثاني يتعلق بالتبرع انطلاقا من حالة الموت الدماغي. وأفاد البلاغ بأن هذا المشروع الكبير للمركز، يهدف بالأساس، إلى تطوير عملية إزالة أعضاء متعددة (الكلي، القرنية، الكبد، القلب والعظام)، وكذا زرع الخلايا الجذعية المكونة للدم، كما يروم تفعيل بنك الأنسجة الخاص بالمركز الاستشفائي ابن سينا وجعله فعالا. ولإنجاح برنامج زرع الأعضاء، قام المركز الاستشفائي ابن سينا بأشغال مهيكلة، وتعزيز الكفاءات، وتهيئة المقرات، وتأهيل الأرضيات التقنية، وتوفير الأدوية والمعدات الطبية الخاصة بأخذ العينات من المتبرعين في حالة موت دماغي وكذا تفعيل بنك الأنسجة بالرباط التابع للمركز الاستشفائي ابن سينا والموجود بمستشفى الأطفال. وبهدف استكمال هذه المبادرات وربح رهانات هذا المشروع الإنساني الكبير للتبرع وزرع الأعضاء والأنسجة بالمركز الاستشفائي ابن سينا، فإن الفرق الطبية تركز حاليا على التحسيس المستمر للمواطن.