نظمت نيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالرشيدية الثلاثاء، النسخة الثانية للمهرجان الإقليمي للمسرح التربوي تحت شعار" المسرح المدرسي من أجل مدرسة مواطنة". وتندرج هذه التظاهرة التربوية والثقافية والفنية التي شاركت فيها أربع فرق من مختلف المؤسسات التعليمية بالاقليم في إطار الإعداد للمهرجان الجهوي والذي يعد مناسبة للتلاميذ لإبراز وترجمة معارفهم وخبراتهم النظرية والفكرية إلى أنشطة فنية، وتجسيد شخصيتهم الطفولية في أبعادها النفسية والاجتماعية والوجدانية. وأوضح بلاغ لمكتب الاتصال بالنيابة الاقليمية أنه اعتبارا لكون النشاط المسرحي من أهم الركائز التي تسهم في نمو شخصية المتعلم فكريا وبدنيا وروحيا، ويرتقي بذوقه الفني وينمي حسه الجمالي الذي يفضي إلى خلق الشخصية الواعية المتكاملة، ويربيه على القيم الوطنية والإنسانية ومواجهة مختلف المواقف الحياتية بشجاعة وجرأة وثبات ، وفي إطار إرساء آليات تفعيل أنشطة الحياة المدرسية داخل المؤسسات التعليمية بالإقليم وخاصة ما يتعلق منها بإبراز مواهب المتعلم وطاقاته الإبداعية لجعل المؤسسة التعليمية بعيدة عن شحن المتعلم بالمعلومات وجعلها فضاء لممارسة الأنشطة التي تشبع جميع رغبات المتعلم، فقد احتضنت دار الشباب بوتلامين فعاليات هذه التظاهرة التربوية. وبهذه المناسبة، أكد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني عبد الرزاق غزاوي، في كلمة تليت بالنيابة عنه، على أن رد الاعتبار للمدرسة العمومية وجعلها فضاء تربويا جذابا ومفعما بالحياة ومستقطبا لكل الإبداعات والطاقات ، لن يتسنى إلا من خلال بلورة برامج تربوية تنشيطية مبنية على تشخيص واقع التلميذ في المؤسسة بغية تغيير السلوكات المشينة التي قد تتحول إلى عنف مدرسي. ومن هنا، يضيف المسؤول الاقليمي، يبرز دور المسرح المدرسي بصفته أحد المداخل الأساسية لتفعيل أدوار الحياة المدرسية في ترسيخ السلوك المدني والمواطنة لدى الناشئة وهذا هو مبتغى مثل هذه التظاهرات التربوية الثقافية والفنية، كما أبرز الأهمية البالغة التي تكتسيها مثل هذه التظاهرات في تكوين شخصية المتعلم وجعله مواطنا قادرا على مواجهة مختلف الوضعيات الحياتية ،حيث أن المسرح المدرسي كتربية وسلوك وفن وإبداع يساهم في تنمية شخصية المتعلم وتنشئته على القيم الأخلاقية والجمالية والمشاعر الإنسانية . وقد شهدت هذه التظاهرة التي أشرف عليها طاقم تحكيم يمثل ثلة من الأساتذة الأكفاء ذوي الخبرة في مجال المسرح المدرسي ، منافسة متعادلة بين الفرق المشاركة في جو احتفالي ذي قالب فني جمع بين الفكاهة والسخرية، نالت استحسان الحضور الذي تفاعل معها بشكل تلقائي ، واختتمت بتتويج مسرحية " حروف الوطن " لتلاميذ ثانوية الحسن الأول التأهيلية بأوفوس كأحسن عرض مسرحي إقليمي يتأهل للمنافسة الجهوية.