AHDATH.INFO- نيويورك – خاص لقد اشتد النشاط خلال الأسبوع الماضي من قِبل كوادر الأممالمتحدة فيما يتعلق بالوضع المُتدهور في اليمن – وسط مخاوف جديدة حول الإنْشِقاق بشأن مُستقبل البلد بين واشنطن وحلفائها التقليديين من بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي. يوم الخميس وبِالتزامُن مع الهجمات اللاذعة على حكومة المملكة العربية السعودية من قبل زعيم المُتمردين عبد الملك الحوثي، وقد قام جمال بن عُمر، المَبعوث الخاص لدى للأمم المتحدة في اليمن بالاجتماع مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مقره الحالي في عدن. وقد أكد مُجدداً دعمه لهادي كالرئيسٍ المُنتخبٍ الشرعيِ للبلاد، وقد صرّح للصحفيين بأن "استئناف عمل السلطات من شأنه أن يُساعد في دَفَع البلاد معاً"، وقد دعا إلى حل الأزمة في إطار المبادرة الخليجية. وفي غُضُونِ ذَلِكَ، قد قرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تمديد ولاية الفريق المُكون من أربعة خبراء في الشأن اليمني، والذي تم إنشاؤه للإشراف على إجْرَاءَات الجزاءات المُستخدمة ضد الأفراد والكيانات المُعَيّنة التي تُهدد السلام والأمن والاستقرار في البلاد. ولقد أثَار يوم الجمعة مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنذارات الخطر حول تزايد أعداد "الاعتقالات غير القانونية، والاعتقال التعسفي، واستهداف الصحفيين" في البلاد. تَشَابُه موقف الأممالمتحدة بلغ على النقيض من الإشارات المتضاربة لواشنطن. فمن ناحية، صَرّحت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الأمريكية جينيفر بساكي يوم الإِثْنَيْن أن حكومتها تحث "جميع الأطراف" على "إلزام أنفسها بمبادرة مجلس التعاون الخليجي، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات علاقة بها". لكن على مدى أسبوع تم من خلاله نقل سفارات كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر إلى عدن تضامناً مع الرئيس اليمني، فقد قالت بساكي أن لا أحد في الإدارة الأمريكية كان على اتصال بهادي منذ وصوله إلى عدن، ومَضَت تقول بعد ذلك بيومين أنها كانت"غير متأكدة حول ما إذا كان هناك أي اتصال للولايات المتحدة بهادي منذ يوم الاِثْنَيْنِ" فِي خِلَال ذَلِكَ قد ظهرت موجة من تقارير وسائل الإعلام في الولاياتالمتحدة تُثير الشكوك في أن الولاياتالمتحدة أصبحت أكثر قرباً من إيران فيما يتعلق بسياستها اليمنية. قد أكد مايكل فيكرز، وكيل وزارة الدفاع لشؤون الاستخبارات، أن للولايات المتحدة علاقة مخابرات مع جماعة الحوثيين المُتَمَرّدة لمقاومة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وزير الخارجية جون كيري، من جَانبه، قد صرّح في الكونغريس الأسبوع الماضي أنه "يعرف" أن حكومة طِهران قد "فوجئت" باستيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء. وكان التصريح مفهوماً على نطاقٍ واسعٍ للتأكيد على أن كيري قد تبادل آراء مع مسؤولي النظام الإيراني بخصوص اليمن، وقد كان مُقْتَنِعاً على ما يبدو بتأكيدات الإيرانيين يقللون فيها من مدى التنسيق مع المُتمردين. وبعد خطابه أمام مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في الثاني من آذار/ مارس الأسبوع القادم في جنيف، سوف يجتمع كيري مرة أخرى مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف كجزءٍ من المُفاوضات حول المَشروع النووي الإيراني – ثم يزور الرياض ولندن لمُناقشة الشأن اليمني وشؤون أخرى مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي. على صعيد ذي علاقة بالأمر، قامت شركة "ستراتفور" الأمريكية للإستخبارات الخاصة بإصدار تقرير يوم الخميس زاعمة فيه أن هناك مُحادثات جارية في الخليج تتعلق بِإمكانية"حل الدولتين" في اليمن. ومن شأن هذه التسوية وضْع ضُغوطات جَديدة على الحوثيين في صنعاء: فوفقاً لمحمد لطف العرياني، وزير اليمن السابق للمياه والبيئة، فإن اليمنيين إقتربوا من"حالة تأزُم في المياه"- فإن صنعاء التي تبلغ 3300 متراً فوق مستوى البحر ويبلغ عدد سكانها أكثر من 2.5 مليون نسمة، سوف تضطر إلى الإنتقال إلى الأسفل في نهاية الأمر. وهذة المُحاولة المُكلفة ستكون صعبة للغاية، خاصةً وإذا لم يتمكّن المتمردون الحوثيون من السيطرة على حقول النفط في مأْرب، حيث أنهم يحاولون حالياً القيام بذلك في حملتهم العسكرية الجارية.