المنامة/ 4 مارس 2015 /ومع/ أكد سفير المغرب لدى مملكة البحرين، السيد أحمد رشيد خطابي، أن المنتدى الدولي حول التعاون جنوب جنوب وخاصة في بعده الإفريقي، المقرر عقده في مدينة الداخلة المغربية من 12 إلى 14 مارس الجاري، يجسد الالتزام الإفريقي للمغرب. وقال السفير، في تصريح لوكالة أنباء البحرين (بنا)، أوردته اليوم الأربعاء، أن هذا المنتدى الذي ينظم برعاية ملكية سامية، والذي سيعرف مشاركة من مختلف مناطق العالم، "تأكيد على إرادة إشراك أكبر عدد من الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين في مسار هذا التعاون الطموح لبناء شراكة متضامنة لصالح قارتنا الإفريقية في زمن التكتلات الاندماجية الكبرى وعولمة الاقتصاد"، مشددا على أنه لا تنمية لإفريقيا دون تكتلها على أساس سليم لتحقيق التنمية المشتركة. وتنظم المنتدى مؤسسة (كرانس مونتانا) بتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إسيسكو). وأضاف السيد خطابي أنه من الطبيعي أن يكون المغرب، البلد الإفريقي الأصيل، الوفي لهويته وانجذابه العمودي جنوبا وشمالا والأفقي شرقا، مؤمنا بهذا التعاون بعدما كان على امتداد قرون بوابة روحية لنشر الإسلام ومعبرا للقوافل التجارية بين ممالك جنوب الصحراء وإمارات الحوض المتوسطي. وأوضح أن هذا التفاعل هو الذي كرس التزام المغرب بعمقه الإفريقي وتجسد في أول دستور للمغرب المستقل وتوجهاته السياسية في دعم القضايا الإفريقية المشروعة، وتجدد في دستور 2011 بالنص على تعزيز علاقات التعاون والتضامن مع الشعوب والبلدان الإفريقية ولاسيما مع بلدان الساحل وجنوب الصحراء. وأبرز أنه بفضل الرؤية الإفريقية الخلاقة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فإن المكاسب المتعددة للشراكة المغربية الإفريقية جعلت المغرب يقدم نموذجا ناجحا سواء على صعيد حركية الاستثمارات والمبادلات أو نقل خبرة المقاولات وزيادة أعداد الطلاب الأفارقة أو الخدمات البنكية والجوية، مع إعطاء الأولوية للتنمية البشرية علما أن المغرب يقوم بدور ريادي في ضمان الأمن الروحي بعدد من البلدان الإفريقية في إطار برامج لتكوين الأئمة والخطباء وإشاعة تعاليم الدين السمحة ومحاربة التطرف والإرهاب. وأكد السيد خطابي أن هذه الرؤية ترتكز في الجوهر على أن الحلم الإفريقي أمر قابل للإنجاز، وتحقيق "المعجزة الإفريقية" مسألة لا مراء فيها في نطاق إفريقيا مؤمنة بقدراتها الذاتية وبتراثها الثقافي، متحررة من سلبيات الماضي وفق ما جاء في الرسالة الملكية السامية الموجهة للمشاركين في الاجتماع الخامس والعشرين لمنتدى (كرانس مونتانا) في يونيو الماضي بالرباط، والتي أكدت كذلك على الحاجة الملحة لاستتباب الأمن والاستقرار في احترام لسيادة الدول ووحدتها الوطنية والترابية، وتنسيق في مواجهة مخاطر وتهديدات التنظيمات الإرهابية وعصابات الاتجار في السلاح والبشر والمخدرات. واستخلص سفير المغرب لدى مملكة البحرين أن المنتدى فضاء لدراسة الانشغالات التنموية تمشيا مع إستراتجية المؤتمر التأسيسي للدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، سعيا لإعطاء انطلاقة حقيقية لإفريقيا واحتواء رواسب الاستعمار بما في ذلك تجاوز النزاعات المفتعلة التي ترتبط بسياق دولي بائد.