تطورت الأحداث، فلم يعد لمنطق التغاضي والسكوت من سبيل. لذلك كان قرار إيفاد لجنة تفتيش إلى «باب سبتة». اجتماع لجنة التفتيش، الموفدة من الإدارة المركزية للجمارك، مع عناصر المنطقة، وصفته مصادر الجريدة ب «لقاء المكاشفة»، الذي أعطيت فيه الكلمة لكل من له رأي في سير عمل الجمارك بمعبر «باب سبتة» الحدودي. توالت الأخبار القادمة من المنطقة الحدودية بباب سبتة، خلال الفترة الأخيرة. فانطلاقا من «شريط الفيديو»، المنشور على موقع «يوتوب» في موضوع ما صار يعرف ب “فايفا” الذي ينقل صورا لأحد عناصر الأمن وهو يتسلم من العابرين من محترفي التهريب المعيشي مبلغ خمسة، إلى الصفحات التي تحمل أسماء مستعارة لأشخاص ينتمون إلى جمارك باب سبتة، يكيلون فيها الاتهامات لعناصر من الجمارك، والشكايات المجهولة التي وجهت إلى الإدارة بخصوص تجاوزات، نسبت إلى جمركيين، وصولا إلى حادثة السيارة المرقمة بالخارج، التي ورد ضمن حاسوب الجمارك أنها غادرت التراب الوطني، إلا أنها ظلت تجول بمدينة الناظور، ليكتشف أمرها في تطور للأحداث. وللقطع مع جميع الأخبار التي تواترت طيلة الأسابيع الأخيرة من هذه المنطقة الحدودية وكشف مدى مطابقتها للواقع، حلت يومي الخميس والجمعة الماضيين لجنة من المديرية العامة للجمارك بباب سبتة. وهي اللجنة التي ذكرت مصادر «الأحداث المغربية»، أنها ضمت مدير قسم التدقيق والتفتيش بالإدارة العامة للجمارك. وحسب مصادر الجريدة، فإن اللجنة ركزت بعد قيامها بالتدقيق والتفتيش في سير عمل الجمارك بهذه النقطة الحدودية، على فتح نقاش عمومي مع جميع عناصر جمارك باب سبتة، للإدلاء بشهاداتهم حول ما يروج من أخبار عن الجمارك، ومدى مصداقيتها، والعناصر التي تقف وراءها من داخل الجهاز. ساد الصمت المطبق حسب مصدر الجريدة ولم ينبس أحد من عناصر الجمارك ببنت شفة، أمام لجنة التفتيش، التي كانت ترغب في الوصول إلى الحقيقة حول ما يتداول على نطاق واسع بالموقع الاجتماعي «الفايس بوك». اتهامات كثيرة حملتها إحدى الصفحات على الموقع، غدا الواقفون وراءها معلومون لدى جميع الجمركيين، لكن اللجنة لم تظفر بتدخل يحاول تأكيد ما سطره بعض من وصفتهم مصادر الجريدة ب “المتوارين” خلف الشبكة العنكبوتية، لكيل الاتهامات. عندها تدخل بعض المسؤولين الجمركيين لشرح الأوضاع، وتأكيد أن الأخبار الواردة بصفحات «الفايس بوك»، لا تعدو كونها ردود أفعال لبعض العناصر التي تمت معاقبتها في مناسبات مختلفة، لتجاوزات تم تسجيلها من طرف المسؤولين، أو بعض لجن التفتيش. لذلك ارتفعت بعض الأصوات مطالبة بمتابعة من يقفون خلف ما وصفوه ب «تشويه» عناصر الجمارك، «بعيدا عن الإشاعات والإدعاءات التي لا تستند إلى دليل». يذكر أن كتابات جديدة على صفحة بالموقع الاجتماعي «الفايس بوك»، تنصل موقعوها بأسمائهم الحقيقية (ثلاثة عناصر من الجمارك) من تحمل المسؤولية فيما نشر بالصفحة، مدافعين عن تبرئهم مما كتب، مشيرين بأصابع الاتهام إلى ثلاثة أسماء من زملائهم من عناصر الجمارك بباب سبتة.