الشارقة (الإمارات العربية المتحدة) - خاص - موفد الموقع : عبد العالي الدمياني أجمع المتدخلون في حفل افتتاح المنتدى الدولي الرابع للاتصال الحكومي صبيحة (الأحد) بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة على دور التواصل الحكومي في تحقيق الديموقراطية وإرساء قواعد الحكم السديد. وميز الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة، بين التواصل العمومي، الذي يبدأ من عامة الناس ويصل إلى السلطة، والتواصل الحكومي، الذي يأخذ اتجاها معاكسا ويتسم بمنزلقات كثيرة منها الخلط بين التواصل الانتخابي ونظيره السياسي، والدعاية للسلطة نفسها التي أطلقته. وتوقف في كلمته الافتتاحية عند أهداف التواصل العمومي، من خلال برنامج "الخط المباشر" على قناة الشارقة، مجملا إياها في دفع المواطنين إلى خدمة العموم والمجتمع المدني، ومرافقة تغير السلوك في الميادين الكبرى كالصحة والأمن وإنشاء الطرق، وإعلام المواطنين ووسائل الإعلام والجمعيات الأهلية بمنجزات المؤسسات الحكومية، والتعريف بالخدمات التي تقدمها السلطات العمومية للمواطنين، ثم الإخبار بالقرارات الحكومية من قوانين ومراسيم. واعتبر الشيخ سلطان بن محمد القاسمي أن التواصل العمومي كخدمة عمومية متميزة يضطلع بعدة مهمات أساسية منها تنشيط الحياة الديموقراطية حيث التعريف بالسياسات العمومية وإشراك المواطنين في النقاش حولها، والعمل على تطوير سلوك المواطنين وحثهم على احترام محيطهم وتنظيم حملات الوقاية في مجالات الأمن والصحة والإسهام في الحياة الجماعية مع إعطاء قيمة للمواطنة. من جهته تمثل ضيف شرف هذه الدورة، الرئيس اللبناني السابق العماد ميشيل سليمان، بالعقد الاجتماعي لجون جاك روسو في حديثه عن دور الحكومة في تدبير شؤون الأفراد معتبرا التواصل من ضمن المهام المنوطة بها في إطار من الشفافية والوضوح. وأكد سليمان أن الديماغوجية لم يعد لها مكان في زمن معولم ارتفع فيه وعي الناس بسبب وسائل الاتصال الحديثة وانتفت فيه كل وساطة بينهم ومن يدبرون شؤونهم. واعتبر الرئيس اللبناني السابق أن أسوأ ما حملته الثورة التكنولوجية الحالية وما نتج عنها من تدفق هائل في المعلومات هو تنامي الإرهاب والتطرف الديني. وحصر أسس الحكم السديد في ثلاثة مقومات هي اللامركزية، التي تخفف الأعباء عن الحكومة وتتيح التواصل مع القواعد وتقرب السلطة من الناس في نوع من المرونة، والمشاركة القائمة على الحوار وإشراك الشعب في اختيار ممثليه، ثم أخيرا الاتصال، ثمرة العنصرين السابقين، والمتمثل في استجابة الحكومة لانتظارات الناس، على اعتبار أن الإنسان هو محور أي تواصل وهو ما يحتم، حسب المتحدث إشراك المرأة ومنحها كامل حقوقها. ودعا ميشيل سليمان إلى ضرورة إزالة الحواجز المادية والنفسية التي تفصل الحاكمين عن الجمهور، والابتعاد عن التحريض الذي ينحدر بالقيم لإلى الحضيض، واعتماد حقوق الإنسان والحريات ثم الفصل بين السلط وتحقيق التوازن بينهما لكون تركيزها في يد واحدة يعني الاستبداد. الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، اعتبر في كلمته الافتتاحية، أن العصر الذي كانت الحكومات تسيطر فيه على المعلومات قد ولى، وأن السرعة في نقل الأخبار والتأثير على الشعوب يطرحان تحديات كبرى على الحكومات التي يتصف عملها أساسا بالبطء، الأمر الذي يجعل استراتيجية التواصل الحكومي أكثر أهمية من أي وقت فات. وأضاف أن من يسيطر اليوم على القصة الحقيقية للأحداث هو من يكسب الرهان في الأخير ضاربا المثل بواقعة شارلي إيبدو حيث واجهت الرواية الفرنسية الرسمية روايات أخرى مما يعكس احتداد الصراع مع جهات وأطراف تجيد استعمال مواقع التواصل الاجتماعي وتمتلك القدرة على الاستحواذ على الرأي العام، وفي وقت جعلت وسائل الاتصال الحديثة كل شخص بمثابة صحافي متجول في زمن ميزته الأساسية حرية نقل المعلومات. وخلص نجل حاكم الشارقة إلى أن الأنترنت أعطى درسا حقيقيا في هذا الإطار معتبرا أن التطور التكنولوجي حين يأتي فإنه لا ينتظر أحدا.