ما إن بدأت الحياة الدراسية تدب في رحاب جامعة محمد بن عبد الله بفاس مع بداية الدخول الجماعي الحالي، حتى خيم جو من الهلع والخوف على نفوس الطلبة والطالبات، بعد اختفاء طالبة في ظروف غامضة. إكرام أزريبة، لم يظهر لها أي أثر منذ نحو أسبوع، بعد أن قصدت كلية العلوم لسحب وثيقة إدارية من شعبة الرياضيات التطبيقية، لكن بعد مضي ساعات قليلة عن ولوجها إلى الكلية، تناهى إلى علم أسرتها وزملائها خبر اختفائها المفاجئ. وقع الصدمة نزل على أقرباء الطالبة وبدأوا رحلة البحث عنها في كل مرافق المدينة، لعلهم يهتدون إلى دليل ملموس عن مكان تواجدها. شعور بالرعب والخوف يلف هذا الاختفاء من فرضية تعرض الطالبة إلى مكروه. بعد معلومات أفادت بها إحدى زميلاتها، وهي الأخرى طالبة بكلية العلوم ظهر المهراز، حول احتمال أن يكون اختطافها مرتبطا بقضية انتقام، بسبب إفادات كانت قد أدلت بها المختفية خلال «جلسة محاكمة» عقدها طلبة جامعيون في وقت سابق بالحرم الجامعي، لإدانة طالبات متورطات في شبكة للدعارة. أقرباء إكرام لم يجدوا أي خيط يمكنهم من فك لغز اختفائها. اتصلوا بكل المستشفيات ومراكز الأمن وقصدوا المحطات الطرقية والأماكن العامة بفاس والنواحي، دون أن يعثروا على أي مؤشر منذ أن انقطع اتصالهم بها يوم الأربعاء ما قبل الأخير، بانقطاع حرارة هاتفها المحمول. ما يقوي فرضية الانتقام عن طريق اختطافها واحتجازها من قبل مجهولين، بالانسجام مع المعلومات التي أفادت بها زميلتها، توصل شقيقها بمكالمة هاتفية من رقم مجهول، حيث قدم المتصل نفسه على أنه «فاعل خير»، وأفاد بوجود أخته محتجزة داخل منزل بحي الليدو الشعبي. المتصل أدلى باسمي طالبين ينحدران من منطقة غفساي، وهما نشيطان في أحد الفصائل الطلابية بالجامعة، قال إنهما يعرفان مكان وسر اختفاء إكرام... لكن هذه المعلومة سرعان ما تبددت بعد الاتصال هاتفيا بالطالبين المعنيين، فتأكد أنهما خارج فاس ولا علم لهما بما جرى، وهو الأمر الذي فهمه أقارب المختفية على أنه «تمويه يريد به المختطفون الدخول في مساومة ما معهم». شقيق الطالبة المختفية رجح بدوره احتمال أن تكون إفادات أخته في حلقية طلابية لمحاكمة 3 طالبات يتزعمن شبكة للدعارة، سببا فيما تعرضت إليه، خاصة أنها تعرضت إلى تهديدات سابقة بالانتقام، من قبل طالبة «حوكمت» من قبل طلبة يقدمون أنفسهم على أنهم مسؤولون على «أخلاقيات الساحة الجامعية»، وينتمون إلى أحد الفصائل الطلابية المتشددة. إكرام، قضت ليلة الثلاثاء/الأربعاء، عند أحد أفراد عائلتها بفاس، على أساس أن تقصد الجامعة في الصباح، وهو ما تم، قبل أن تتصل بأفراد عائلتها خلال الزوال وتخبرهم أنها بصدد العودة إلى منزلها بنواحي بولمان، على متن سيارة أجرة كبيرة، بعد تعذر ركوبها بالحافلة، كما أخبرتهم من قبل. منذ تلك اللحظة ظل هاتفها خارج التغطية، قبل أن يلجأ أقاربها إلى التبليغ عن اختفائها الغامض لدى مصالح الشرطة القضائية بولاية الأمن بفاس. مصالح الأمن تباشر حملة البحث، بينما أقارب الطالبة المختفية يقومون منذ أكثر من أسبوع برحلات مكوكية لاستقصاء كل صغيرة وكبيرة عنها، حاملين صورة شخصية لها، وهم يترددون صباح مساء على الجامعة لعلهم يهتدون إلى لغز الاختفاء. محمد الزوهري