الأنتربول يسدل الستار على أشغاله بالدار البيضاء يوم أول أمس الأربعاء، لكنه فتح جبهة أجرى ضد الإرهاب والجريمة الإلكترونية. في نظر رؤساء المكاتب المركزية الوطنية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة الأنتربول فإن على جميع بلدان المنطقة على العمل على إيجاد آليات أكثر نجاعة وفعالة لمواجهة التهديد الإرهابي، بل أيضا زيادة البرامج التدريبية والتوعوية فيما يتعلق بالإرهاب الكيميائي والبيولوجي والإشعاعي والنووي. تنامي الجريمة الإلكترونية، دفعهم للتأكيد على ضرورة الاهتمام بتقديم برامج تدريبية لمكافحة الجريمة الإلكترونية، موجهة إلى إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وإيجاد صياغة استراتيجية إقليمية لمكافحة الجرائم المعلوماتية. طيلة ثلاثة أيام طرحت على مائدة النقاش مواضع تؤرق دول المنطقة خاصة الجريمة المنظمة، لذلك أوصت وفود المكاتب المركزية الوطنية والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية ومجلس وزراء الداخلية العرب ومجلس التعاون الخليجي واتحاد الشرطة الرياضي العالمي وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ومنظمة التعاون الاقتصادي، بالاستفادة من جميع قواعد البيانات الجديدة التي توفرها المنظمة وتغذيتها، بشكل دوري، لتحقيق الفائدة المرجوة لجميع الدول الأعضاء. ولتقوية آليات المراقبة والضبط طالبوا بتحديث قواعد البيانات الخاصة بوثائق السفر عن طريق إضافة حقل خاص لإدراج سنة إصدار جواز السفر، تلافيا لحالات الالتباس الواقعة عند صدور جوازات سفر بنفس الرقم وتاريخ الإصدار. وبطلب من مكتب الشؤون القانونية في الأمانة العامة للمنظمة, تمت التوصية بعدم التأخير في إبداء الرأي القانوني عند استلام طلبات إصدار النشرات والالتزام بمهلة محددة للإجابة والرد عليها بصورة واضحة بما يتوافق والترتيبات القانونية المعتمدة من قبل الأنتربول. المشاركون في المنظمة حثوا أيضا على تحديث المعلومات المسجلة بمعرفتهم في قواعد البيانات (وثائق سفر مفقودة، سيارات ونشرات ...) وخصوصا فيما يتعلق منها بعمليات كف البحث وإلغاء النشرات الحمراء وذلك بتحديد مدة زمنية محددة لهذا الغرض. وأوصوا بإيجاد آلية خاصة لمعاملة وثائق الهوية المدنية (البطاقة الشخصية) التي يتم الإبلاغ عن فقدانها، والعمل على تأمين مداومة يومية تعمل على مدار ال`24 ساعة في كل مكتب مركزي وطني في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمعالجة جميع الأمور والقضايا الطارئة والمستعجلة. كما أوصوا بالعمل على إيجاد محرك بحث أوتوماتيكي يساعد المكاتب المركزية الوطنية على البحث إلكترونيا عن الأسلوب الجرمي المسجل في النشرات البنفسجية, لما فيه من فائدة للمكاتب المركزية في الكشف عن المجرمين والوقاية من الجريمة. الإرهاب كان حاضرا في معظم الجلسات، حيث قدم محمد المزروعي مدير مشروع القبضة في الأمانة العامة للشرطة الدولية تقريرا عنها. وحرص المشاركون على وضع تصور مشترك لمواجهة التهديدات الأمنية وتقوية آليات الرصد والمراقبة لمواجهتها. المراقب العام نائب مدير الشرطة القضائية بالإدارة العامة للأمن الوطني، إبراهيم بنسامي، سبق أن أكد في الجلسة الإفتتاحية التزام المملكة المغربية بأهمية التعاون والتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية في دول المنطقة على النحو الذي يساهم في زجر ومواكبة الامتدادات الإقليمية والتحديات عبر الوطنية للجريمة بمختلف صورها وأشكالها، وهو التعاون الذي يفترض أن تنخرط فيه دول المنطقة لمكافحة التطورات المفصلية التي باتت تعرفها بعض صور الجريمة المنظمة والمستجدات التي يشهدها التهديد الإرهابي بالمنطقة.