كانت الفنانة المصرية هالة صدقي من بين أعضاء لجنة تحكيم المهرجان الدولي لفيلم المرأة المنعقد أخيرا بسلا..وفي هاته المناسبة، التقتها «الأحداث المغربية» وأجرت معها لقاء عن خصوصية سينما المرأة، وانتقلت معها للحديث عن واقع حال الدراما المصرية وموقفها من ثورة شباب بلدها، وأمور أخرى يتضمنها الحوار التالي. • ماذا تعني لك عضوية لجنة تحكيم المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا؟ • • أن تنجز أفلاما سينمائية خاصة بالسيدات، تطرح من خلالها مشاكلهن ومعاناتهن مسألة مهمة بالنسبة لي لأنه لا يشعر بحقيقتها إلا المرأة ذاتها. وأعتقد أن أفضل من تطرق لمواضيع المرأة في السينما العربية، هو الكاتب إحسان عبد القدوس.. لهذا فاهتمام السينما بالمرأة وتسليطها الضوء على مختلف القضايا التي تهمها، أمر إيجابي خاصة إذا علمنا أنها واحدة في جوهرها ولا تختلف سوى في بعض الجزئيات المتعلقة بكل بلد على حدة... • هل تعتبرين أن طرح قضايا المرأة في السينما من الأفضل أن تكون متناولة من قبل مخرجة بدلا من مخرج؟ • • اهتم العديد من المخرجين بقضايا المرأة، ولكني أعتقد أنه من الأفضل أن تكون صاحبة قصة العمل سيدة كتبت تفاصيلها بإحساسها، ولا مانع من أن ينفذها مخرج..وهناك استثناءات في هذا الباب، أذكر من بينها إحسان عبد القدوس، مجدي أحمد علي اللذين طرحا في أعمالهما الفني قضايا خاصة بالمرأة بشكل متميز وجيد جدا.. • كيف كانت الأصداء التي أعقبت عرض مسلسلك التلفزيوني «جوز ماما» في موسم رمضان الماضي في ظل الظروف العامة التي تعيشها مصر؟ • • حقق العمل نجاحا كبيرا على المستويين النقدي والجماهيري، كما توجت عن دوري فيه ضمن مهرجان الإسكندرية الأخير، الخاص بالاحتفاء بأعمال الدراما الرمضانية.. وللإشارة فقط، المسلسل من إنتاجي وهنا أقول إننا شرعنا في تصوير الأحداث قبل انطلاق الثورة بأسبوع وتوقفنا لمدة شهرين، لأننا لم نكن نعلم هل سنستأنف تنفيذ العمل أم أننا سنتوقف، في ظل تراجع المحطات التلفزيونية عن قرار اقتنائها له رغم اتفاقنا المسبق على ذلك.. وهذا طرح مشكلة كبيرة بالنسبة لي كمنتجة، لهذا اجتمعت بفريق العمل واتفقنا على مواصلة الاشتغال مع التضحية بأمور أخرى... • هل تكبدت خسائر مادية بسبب تنفيذ المسلسل؟ • • أغلب الممثلين في مصر قلصوا من أجورهم بنسبة خمسين في المئة في ظل أحداث الثورة، وطرق أداء المحطات التلفزيونية العربية تتطلب مرور مدة زمنية حسب التعاقد بين الطرفين..لكن مع ذلك، كان ضروريا علي استكمال تصوير مسلسلي الكوميدي الذي قدمته هدية للتلفزيون المصري لبثه التلفزيوني جماهيريا.. • ما هو موقفك من مهرجان الاسكندرية للدراما الرمضانية في ظل معارضة لإقامته؟ • • لم يكن في المهرجان جوائز مادية، لأن الإمكانيات التي اعتمدت في تنظيمه محدودة جدا وهذا يجعلني أتوجه للقيمين عليهم بالتهنئة والشكر، لأنهم قالوا من خلاله إن الدراما المصرية موجودة وعرضت في رمضان الماضي رغم كل المشاكل التي تعيشها مصر..أحيي كل المنتجين الذي نجحوا في استكمال تنفيذ مسلسلاتهم، خاصة أنه لأول مرة يتوقف إنجاز تسع أعمال دفعة واحدة بسبب الأزمة.. • أنت من بين الفنانين الموضوعين في القائمة السوداء للثورة.. • • عندما أقوم بثورة، فأنا أهدد زمن ثلاثة وثمانين مليون مواطن مصري، هذا يتطلب مني بالتالي تحضير أجندة وزعيم وجدول أعمال تسطر فيه كل المطالب وتوضح كيف تنفذ عمليا..لكن أن تقام ثورة، وينتهي الموضوع فأنا ضد الأمر..حقا، نحن بحاجة إلى تغيير لانتشار الرشاوى والزبونية.. ومع احترامي لأصحاب القوائم السوداء، أقول ألا ينادي هؤلاء بالحرية والديموقراطية، فلماذا حين أعرب بعض الفنانين المصريين عن رأيهم في الثورة وضع فورا في قائمة سوداء؟ إنه أمر غير منطقي نهائيا.. • ألم تتأثر جماهيريتك وعلاقتك بالإعلام المصري بسبب وضعك في قائمة الثورة السوداء؟ • • لا أبدا، لأن الجمهور العادي هو نفسه بعيدا عن جمهور الفيس بوك والتويتر.. إذا كان للفنان قاعدة جماهيرية، فإنها تحبه و،تتابع أعماله..وعلى مستوى علاقتي بالإعلام، فإنها لم تتأثر نهائيا لأن كلامي منطقي في ما يتعلق بثورة الشباب.. لست مع الثورة ولا ضدها، أنا مع مصلحة بلدي وأهلها.. حاورتها: إكرام زايد