أكد رئيس بعثة المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، السفير المنور عالم، أن المغرب منخرط بعزم في بناء شراكة متجددة باستمرار مع الاتحاد الأوروبي. وأبرز عالم، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب جعل من تعزيز علاقته مع أوروبا خيارا استراتيجيا ولا رجعة فيه، في الآن ذاته، ويعمل على أساس المكتسبات المتراكمة وأخذا بعين الاعتبار خصوصياته وطموحاته على بناء شراكة متجددة باستمرار مع الاتحاد الأوروبي. وأوضح أنه "لهذا السبب يدفع المغرب النقاش مع الاتحاد الأوروبي نحو تحديد إطار جديد للعلاقات من شأنه إدماج الوقائع الجديدة للسياق والأولويات الجديدة سواء الوطنية أو الأوروبية". وبعدما أشار عالم في هذا الصدد إلى أن سياسة الجوار الأوروبية أسفرت حتى الآن عن تحقيق تقدم لا يمكن إنكاره، أبرز أن الإنجازات التي تحققت ينبغي تقويتها لصالح الآفاق السياسية للبلدان الشريكة، خاصة تلك التي تطالب بتجذر استراتيجي في أوروبا والتي تفي بأهداف إصلاحات مماثلة لنظيراتها في البلدان المرشحة للانضمام. كما اعتبر أنه من الملائم مواصلة هذه الدينامية، والتفكير منذ الآن في تطوير فرص تعاون جديدة تعد امتدادا للآليات القائمة، خاصة بمناسبة المراجعة المرتقبة لسياسة الجوار الأوروبية. وأبرز الدبلوماسي المغربي، من جهة أخرى، أن المغرب يتطلع عبر الشراكة من أجل الحركية وإبرام اتفاق التبادل الحر الشامل والمعمق إلى مواصلة الدينامية الصاعدة التي ميزت باستمرار علاقاته مع الاتحاد الأوروبي، خاصة في هذين المجالين اللذين يمسان مباشرة الفاعلين الخواص والجالية المغربية المقيمة في أوروبا. وأوضح أن المقاربة الإدماجية التي يعتمدها المغرب، خاصة بالنسبة لهذه المفاوضات، تشرك مجموع الفاعلين المؤسساتيين وغير الحكوميين وكذا المجتمع المدني الذين عبروا عن انتظارات في إطار هذين الجانبين. وبالنظر لأهمية هذين المكونين في مخطط عمل الوضع المتقدم، عقد المغرب والاتحاد الأوروبي، في أبريل المنصرم، جولة رابعة من المفاوضات حول اتفاق التبادل الحر الشامل والمعمق ومناقشات حول الشراكة من أجل الحركية، مشيرا إلى أن الطرفين حددا خلال المناقشات العديد من مجالات التعاون وأن الاتصالات لاتزال مستمرة للمضي قدما في إرساء إطار للشراكة مربح للطرفين. كما حرص عالم على التأكيد أن المغرب نهج باستمرار سبيل الحوار والتشاور في معالجة القضايا الخلافية مع شركائه، مبرزا أنه وفق منهجية بناءة اعتمدها دائما، شارك المغرب في عدة اجتماعات تشاورية، خاصة في إطار اللجنة الفرعية للفلاحة والصيد البحري، لإيجاد حلول إثر قرار الاتحاد الأوروبي تعديل نظام أسعار ولوج الخضر والفواكه المغربية للسوق الأوروبية. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يعد حاليا الشريك التجاري الأول للمغرب وكذا مصدرا هاما على مستوى الاستثمارات والسياح، موضحا أن حجم المبادلات بين الجانبين بلغ السنة الماضية 304 ملايير درهم (27,24 مليار أورو)، أي 53 في المئة من التجارة الخارجية للمغرب. وقال السفير أيضا إن الشراكة مع المغرب تكتسي قيمة أساسية بالنسبة للاتحاد الأوروبي في إطار سياسة الجوار الأوروبية، بالنظر للعلاقات المميزة التي تجمع المملكة مع اتحاد ال 28 عبر الوضع المتقدم المعتمد منذ سنة 2008. وخلص إلى أن الدورة ال12 لمجلس الشراكة المغرب – الاتحاد الأوروبي التي انعقدت منتصف دجنبر الجاري في بروكسيل، شكلت مناسبة للتأكيد مجددا على أهمية العلاقات بين الجانبين، واستعراض التقدم الذي تحقق في تفعيل شراكتهما وتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.