يمثل مشروع الحظيرة الصناعية لسلوان ، الذي يندرج في إطار مخطط التنمية الصناعية للمنطقة الشرقية "شرق المتوسط" الذي يعد التمثل الجهوي لمخطط الإقلاع الصناعي "إيمرجانس" ، أحد الأوراش الكبرى التي من شأنها المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لإقليمالناظور وتعزيز جاذبيته . وتتضمن هذه الحظيرة ، التي عهد بأشغال تهيئتها إلى شركة "ميدز"، أحد فروع مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير- تنمية ، منطقة صناعية ومنطقة للخدمات ومنطقة لوجيستيكية وأخرى تجارية وفضاء للمقاولات الصغرى والمتوسطة إلى جانب فضاء للتكوين والبحث والتطوير . وقد صممت هذه الحظيرة وفق تصور خلاق لجيل جديد من الحظائر الصناعية المندمجة المخصصة لاستقبال المقاولات الصغرى والمتوسطة العاملة في قطاعات الصناعات الخفيفة والتكنولوجيا ذات القيمة المضافة المرتفعة والصناعات غير الملوثة واللوجيستيك الصناعي إضافة إلى الخدمات الموازية (الصيانة ، التأمين ومكاتب الدراسات). وستوفر هذه الحظيرة للمستثمرين والفاعلين الصناعيين ولاسيما الشباب منهم ، وحدات جاهزة للتشغيل ومساحات خضراء ومرافق للترفيه والتنشيط تقدم خدمات عديدة لفائدة المقاولات ، لاسيما تلك المتعلقة بالتكوين المهني ، وشباكا وحيدا، واللوجستيك، وخدمات الصيانة والمطعمة لفائدة أطر وعمال المقاولات . وعهد بتدبير المشروع الجديد لشركة تهيئة الحظيرة الصناعية لسلوان التي تم إحداثها في إطار شراكة بين "ميدز" وغرفة التجارة والصناعة والخدمات بالناظور ، والتي ستتكفل بعمليات التهيئة ، وتثمين الحظيرة وتسويقها وتدبيرها إلى جانب إقامة البنيات التحتية الضرورية بها . وقال رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالناظور عبد الحفيظ الجرودي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إنه تم إلى حد الآن تسويق 16 مشروعا في الحظيرة الصناعية لسلوان باستثمار وصل إلى 114 مليون درهم ، والتي من المتوقع أن تخلق حوالي 300 منصب شغل . وأوضح أن هذه المشاريع ، التي ستنجز على مساحة 5ر6 هكتار ، تهم أنشطة متنوعة منها على الخصوص صناعة الصباغة ، وتصنيع وتوزيع مواد البناء والأشغال العمومية والهندسة المدنية ، ومختبر للبناء والأشغال العمومية ، وحفظ وتصدير الفواكه والخضر ، وفضاء لعرض السيارات ، وآخر لتسويق الآلات الصناعية وقطع الغيار ، ونجارة الألومنيوم ، فضلا عن مركز للتكوين متعدد التخصصات . وأضاف الجرودي أنه سيتم خلال الشطر الثاني من إنجاز المشروع تخصيص بقع أرضية للكراء على مساحة 22 هكتار ، وذلك في إطار المخطط الوطني لتسريع التنمية الصناعية الجديد . وستمكن الحظيرة الصناعية لسلوان ذات القيمة الاقتصادية المضافة القوية ، والتي تمتد على مساحة 72 هكتارا مع إمكانية توسيعها لتصل مستقبلا إلى 142 هكتارا ، من استقطاب استثمارات بقيمة أربعة ملايير درهم وخلق 12 ألف منصب شغل مباشر . ويعد مشروع تهيئة الحظيرة الصناعية لسلوان ثمرة شراكة بين وزارة الصناعة والتجارة وشركة "ميدز"، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للجهة الشرقية للمملكة ، وعمالة إقليمالناظور وغرفة التجارة والصناعة والخدمات بالناظور. وإلى جانب استفادتها من موقعها الاستراتيجي ، بالقرب من المنطقة العمرانية الجديدة لسلوان ومن مطاري العروي بالناظور ووجدة أنكاد ومن ميناءي بني أنصار ومليلية ، ومحطة القطار بالناظور والمدار الساحلي وكلية الناظور، فإن الحظيرة الصناعية لسلوان تتوفر على جميع المؤهلات لتصبح فاعلا مرجعيا في مجال التنمية الصناعية سواء على صعيد الجهة الشرقية، أو على المستوى الوطني. وقد جاء هذا المشروع ، الذي يستجيب للمعايير الدولية من خلال ما يوفره للمقاولات الصغرى والمتوسطة من منتوج يلبي مختلف الحاجيات وهياكل للتدبير وخدمات متنوعة ومتكاملة ، لتقوية وتكريس الدور الريادي لإقليمالناظور كقاطرة للتنمية الصناعية بالجهة الشرقية. ويحتل إقليمالناظور مكانة هامة في النسيج الصناعي للجهة الشرقية باحتضانه ل 166 وحدة تمثل 45 في المائة من مجموع المقاولات الصناعية بالجهة ، وتشغل 49 في المائة من مجموع اليد العاملة في القطاع الصناعي على المستوى الجهوي. وتشتغل المقاولات الصناعية بالإقليم أساسا في قطاعات الصناعة الغذائية (34 في المائة) والصناعة الكيميائية وشبه الكيميائية (34 في المائة) والنسيج والجلد (5 في المائة) والصناعات الميكانيكية والمعدنية (26 في المائة) .