بحثت شركة تدبير «الترمنال 2» بميناء طنجة المتوسط، عن حل لأزمتها مع العمال التي تزداد توترا يوما بعد يوم، خاصة وأنهم دخلوا في مرحلة «الإنتاج البطيء». أسلوب مستعمل في عدد من الموانئ العالمية، ليس إضرابا وليس عملا بالكامل «نص نص» كما يصفه البعض. أمر يخلف خسائر مادية للشركة مستغلة الرصيف المعني، والتي تشتغل بدورها كشركة مناولة فقط، عن الشركة الأصلية «أوروكيت» التي تدير الرصيف الأول أيضا. مستخدمو الميناء الذين بدؤوا احتجاتهم قبيل شهر رمضان، استمروا فيه خلال شهر الصيام وما بعده، مطالبهم الأساسية الرفع من أجورهم ومساواتهم مع زملائهم في نفس الشركة بالرصيف الأول، تعديل ساعات العمل وأيام العطل، والاستفادة من العطل الدينية. كل ذلك لم يصل الطرفان فيه إلى حل، لتنضاف أطراف أخرى، متمثلة في السلطات المحلية وسلطات الميناء، لكن لا شيء أضيف في سلة العاملين، الذين صعدوا من احتجاجاتهم، وعمدوا للعمل بطريقة «الإنتاج البطيء»، حيث أصبحت مدة تفريغ أو شحن أي باخرة، مضاعفة حتى ست مرات عن الوقت الذي كان يتم في ظروف العمل العادية. عشر جولات من الحوار انطلقت منذ بداية شهر رمضان حتى الآن، لا جديد ولا تجديد في الموضوع، يقول بلاغ لنقابة العمال، التي استغربت أسلوب التماطل والتهميش المتعمد لمطالب المستخدمين هناك، وتعنت جهات الحوار في الوصول إلى حل يرضي الأطراف، خاصة وأن العمال وممثليهم النقابيين أبدوا منذ الوهلة الأولى، رغبتهم في حل المشكل والوصول إلى نتائج عملية، وفق سقف «لا ضرر ولا ضرار»، بل انهم يطالبون بتسويتهم بزملائهم العاملين مع الشركة الأم، في الرصيف الأول فقط. «الفاس وصلات للراس» يقول أحد المستخدمين هناك، والشركة دخلت «حربا» جديدة مع العاملين. باشا الميناء اتصل بمسؤولين نقابيين ليلة الثلاثاء المنصرم، يسألهم فيما إذا كانوا مضربين أم لا. «ليس هناك إضراب، نشتغل فقط بنسب بطيئة وهو أمر يخوله لنا القانون، وعندما نقرر أي إضراب سيتم إشعاركم به»، كان ذلك جواب النقابة على سؤال الباشا، الذي توصل سابقا برسالة من الشركة المشغلة، تتهم العمال بالدخول في إضراب وتعطيل العمل بالرصيف 2 من الميناء. صبيحة الأربعاء، تبين أن في الأمر خطبا ما، الأمور لا تسير على عادتها. العمال محتاطون مما قد يكونون ضحيته، ليتبين أن نظام التفريغ والشحن الذي يزودون به كل صباح، لم يكن مسجلا في النظام المعلوماتي. المجموعة التي وصلت الميناء في حدود السابعة صباحا، تشتغل عادة حتى الواحدة زوالا، لكنها لم تبدأ عملها ولم يكن هناك توزيع للمهام. الساعة التاسعة طلب من العمال مغادرة الميناء بعد وصول سيارة نقل المستخدمين، ساعات قبل موعدها، مما جعلهم يرفضون ذلك ويسألون الإدارة عن السبب، فيما تم إلغاء باقي النوبات اللاحقة مساء وليلا. استغرب العمال من تعمد الشركة المناولة توقيف العمل بالرصيف، حيث مازالت بعض البواخر تنتظر دورها في الشحن والإفراغ. «ملايير السنتيمات من الخسارة بسبب ذلك تسجل الآن»، يقول أحد العاملين في تصريح للجريدة، في وقت يستمر فيه لحدود أمس الجمعة توقف العمل نهائيا بهذا الرصيف، حسب المصادر ذاتها. لكن دون أن يعرف أحد لأين تتجه نية المشغلين حاليا، وهو ما قالت به مصادر مقربة من السلطة هناك، «أن لا علم لها به وأنه «نزاع عمالي» فقط، لا دخل لها فيه بشكل مباشر». فيما أفادت مصادر عمالية مقربة، من إمكانية تدخل والي الجهة في الموضوع لتليين المواقف، في انتظار الوصول إلى حل توافقي حقيقي. مصطفى العباسي