يعتبر مشروع "أكروبوليس" بمكناس، الذي كان جلالة الملك محمد السادس ترأس سنة 2008 بالجماعة القروية سيدي سليمان مول الكيفان (إقليممكناس) حفل التوقيع على اتفاقية إنشائه، أول قطب تنافسي موجه للصناعات الفلاحية والغذائية على الصعيد الوطني، ما يساهم في تعزيز مكانة جهة مكناس تافيلالت كأرضية جاذبة للاستثمار وتطوير الزراعات التي تتميز بها المنطقة. وبعد مرور حوالي أربع سنوات على الإعلان عن انطلاق عملية تسويق بقع شطره الأول سنة 2010 على هامش فعاليات المعرض الدولي للفلاحة، بلغ حجم المساحة التي تم تسويقها من طرف المستثمرين وحاملي المشاريع 34 هكتارا، أي بنسبة تقدر ب30 في المائة من إجمالي المساحة المخصصة للشطر الأول (134 هكتار). وحسب عدد من الفاعلين الاقتصاديين بالمنطقة فإن وتيرة استقطاب المشاريع وإنجازها على أرض الواقع بهذا القطب، الذي تمتد مساحته الإجمالية على مساحة 580 هكتار، تعرف "بطئا ملحوظا"، مشيرين إلى أن ذلك يرجع إلى "عدم تكثيف وتسريع وتيرة التسويق وكذا بسبب ارتفاع ثمن العقار بهذا المشروع". ولعل ذلك يظهر جليا من خلال حجم الوحدات الصناعية التي تم إحداثها بهذا القطب، والتي لا يتجاوز عددها ثلاث وحدات صناعية بينهم مشروعين خاصين دخلا مرحلة الاستغلال متخصصان في إنتاج الأسمدة البيولوجية وبيع المعدات الفلاحية والسيارات، في حين أن وحدة صناعية ثالثة متخصصة في إنتاج الأسمدة الكيميائية لم تدخل بعد مرحلة الاستغلال. وبخصوص المشاريع التي في طور الإنجاز فإن عددها لا يتجاوز أيضا ثلاثة مشاريع استثمارية تهم تجميع وتسويق المنتوجات المجالية، وإنتاج وبيع معدات الري، وتبريد وتكييف الورود. غير أن عمر اليازغي مدير عام شركة (ميد – زيد) المشرفة على تجهيز قطب "أغروبوليس" بمكناس، يرى أن تسويق نسبة 30 في المائة من البقع الأرضية المخصصة للشطر الأول من المشروع (أزيد من 30 هكتار من أصل 130) هي "نتيجة إيجابية" وذلك بالنظر إلى كون الاستثمار في المجال الصناعي يتطلب مدة طويلة للخروج بمشروع إلى أرض الواقع. وأضاف اليازغي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الهدف من التسويق ليس هو البيع بأسرع وقت وإنما هو تسويق مشاريع ستنجز على أرض الواقع"، مؤكدا أن وتيرة التسويق لهذا المشروع "مشرفة" مقارنة مع مناطق صناعية أخرى بالمملكة، مشددا على أن هذا القطب الصناعي " سيحل مشكل العقار الصناعي بمكناس لأنه يقدم عرضا متكاملا يتضمن مساحة عقارية مهيأة ومجهزة". وبعد أن أكد أنه سيتم مستقبلا مواصلة التسويق لهذا المشروع وطنيا ودوليا والرفع من وتيرته قصد جلب مستثمرين وخلق مناصب شغل قارة بالمدينة، أبرز السيد اليازغي أن شركة (ميد – زيد)، المشرفة أيضا على التسويق للمشروع، تتوفر على استراتيجية في هذا المجال تقوم على استقطاب المستثمرين في قطاعات الصناعة الغذائية، فضلا عن تنظيم الشركة لأيام دراسية لفائدة المستثمرين من أجل التعريف بمؤهلات جهة مكناس تافيلالت وبالقطب التنافسي على وجه الخصوص. وبخصوص العراقيل التي تعيق وتيرة التسويق لهذا القطب التنافسي واستقطاب المستثمرين، أبرز مدير (ميد – زيد) أن ضعف التمويل البنكي للمشاريع لا يشجع المقاولات الصناعية خاصة الصغرى والمتوسطة على الاستثمار في هذا المجال. أما مدير المركز الجهوي للاستثمار بجهة مكناس – تافيلالت حسن باهي، فاعتبر أن وتيرة تسويق وبيع البقع الأرضية المجهزة في هذا القطب (34 هكتار فقط من أصل 134 هكتار) "لم ترق بعد إلى المستوى الذي كنا نطمح إليه" بالنظر لحجم هذا المشروع وأهميته وموقعه الاستراتيجي القريب من الطريق السيار. وعزا باهي هذه الوضعية إلى عدة عوامل، منها ضعف حملات التسويق للمشروع والبطء في تسويق البقع الأرضية. كما أن تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية، يضيف مدير المركز الجهوي للاستثمار، ساهمت في خلق "انكماش اقتصادي عام"، فضلا عن صعوبات في الحصول على القروض البنكية لتمويل المشاريع. وبعد أن خلص إلى أن أشغال إنجاز الوحدات الصناعية ضمن الشطر الأول من هذا القطب تعرف، مقارنة مع أقطاب فلاحية مماثلة على المستوى الوطني، "تقدما ملموسا" من خلال عدد المشاريع التي في طور الإجراءات المسطرية للحصول على رخصة البناء (10 مشاريع) وكذا المشاريع التي لم تشرع بعد في مثل هذه الإجراءات (8 مشاريع)، دعا باهي إلى تضافر جهود جميع الفاعلين في إطار استراتيجية متكاملة بهدف التسريع من وتيرة تسويق هذه المنطقة الاقتصادية التي تعد "مكسبا اقتصاديا هاما" بالنسبة لمدينة مكناس والمناطق المجاورة لها. من جهته، أكد العربي العرايشي، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة مكناس – تافيلالت، في تصريح مماثل، أن ما يعيق تقدم وتيرة إنجاز واستقطاب المشاريع بقطب"أغروبوليس" الذي يشكل قاطرة للاستثمار محليا ودوليا، هو ارتفاع ثمن البقع الأرضية الذي لا يشجع المستثمرين على اقتناء العقار خاصة وأن هذا القطب، يضيف السيد العرايشي، هو مخصص للصناعات الفلاحية والغذائية مما يفرض على المستثمرين وحاملي المشاريع اقتناء حجم كبير من العقار لخلق مقاولة في هذا المجال. وبعد أن أكد بأن التشجيع على تسويق هذا المشروع، الذي جاء في ظل ظرفية اقتصادية عالمية صعبة، هو مرتبط أساسا بخلق شروط تحفيزية للمستثمرين تتمثل بالدرجة الأولى في تخفيض ثمن العقار ، دعا العربي العرايشي إلى التسريع بوتيرة الترويج لهذا المشروع وطنيا ودوليا والتعريف بمميزاته لاسيما وأنه يتواجد بالقرب من الطريق السيار. ويشكل مشروع "أغروبوليس" بمكناس، الذي شرع في إنجازه سنة 2009 على مساحة 580 هكتار، من طرف شركة "ميد – زيد" بشراكة مع وزارات الاقتصاد والمالية والفلاحة والصيد البحري والصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة وولاية جهة مكناس تافيلالت، قطبا تنافسيا في مجال الصناعات الفلاحية والغذائية باعتباره أرضية جذابة لاستقطاب مقاولات انتاجية ومراكز للتكوين ووحدات للبحث تابعة للقطاعين العام والخاص. ويتكون هذا القطب الفلاحي والغذائي من منطقة خاصة بالأنشطة الاقتصادية المختصة في الصناعات الغذائية، ومنطقة لوجستيكية ووحدات خاصة بالأنشطة الصناعية التي تهم مجال التكوين والبحث والتنمية والتجديد ونقل التكنولوجيا.