بشكل مفاجئ ومن دون سابق إنذار، تقرر القناة الأولى عدم بث حلقة البرنامج الحواري النصف الشهري «حوار» لصاحبه مصطفى العلوي خلال ليلة أول أمس الثلاثاء. إلغاء الحلقة كان غريبا إذ لم يفهم الكثيرون الدواعي التي وقفت وراء القرار، رغم أن الأولى تعتبر هذا البرنامج من ركائز برمجتها السياسية . وفي غياب توضيح رسمي يفسر عدم بث حلقة أول أمس الثلاثاء، عزا متتبعون لشؤون الأولى والساحة السياسة المغربية قرار الحجب أوالإلغاء لتمرد الأحزاب السياسية على برنامج حوار ومنه على التلفزيون المغربي. فقد ذكرت بعض المصادر أن العلوي ظل يبحث طيلة أيام عن ضيف الأسبوع لتأثيث دقائق برنامجه، إلا أنه لا أحد من المسؤولين الحزبيين قبل بالدعوة للحضور واستمر الأمر حتى يوم الثلاثاء الذي تأكد فيه العلوي وحواره أن الحلقة لن تبث وسيتم إلغاؤها من خريطة البرمجة لأمسية الثلاثاء. تمرد الأحزاب على حوار يأتي على بعد أسابيع من بدء الحملة الرسمية الخاصة بالانتخابات التشريعية المقررة ليوم الجمعة خامس وعشرين نونبر المقبل. واعتبارا لأن هذا الاستحقاق يعد مصيريا بالنسبة للكثير من الأحزاب السياسية، فإن الوجوه التي تمثل هذه الهيئات السياسية، بدأت تتوجس من الظهور في برنامج حوار لسببين. الأول منهجي يعتبره الكثير من السياسيين أساسي. ذلك أنهم يخشون من الإطلالة على المشاهد في هذا التوقيت بصورة قد تكون لها انعكاسات سلبية على مستقبلهم الانتخابي والذي يتطلب الكثير من «الصيانة» قبل بدء الحملة الانتخابية. وثاني الأمور هي تخوف العديد من الوجوه السياسية من الطريقة التي يستفز بها العلوي ضيوفه والتي قد تدفع الضيوف إلى إبداء بعض الآراء حول أمور كثيرة قد تأتي بنتائج عكسية داخل ميزان صناديق الاقتراع. موقف اعتبر جديدا في تعامل الأحزاب مع هذا البرنامج الذي مكن الكثير من الوجوه المعروفة وغير المعروفة من الإطلالة على المشاهد المغربي وتقديم الكثير من وجهات نظرها حول أمور كثيرة. ومن أجل تقديم مزيد إضاحات حول الأسباب التي قد تكون وراء إلغاء حلقة أول أمس الثلاثاء، حاولنا الاتصال بقسم التواصل داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ومقدم البرنامج مصطفى العلوي، غير أن محاولاتنا، باءت بالفشل بعد أن لم نعثر على مخاطب يقدم للقارئ والمشاهد رواية التلفزيون حول ظروف عدم البث هذا. المشاهد يبقى هو الخاسر في هذه المعمعة كلها. ذلك أن القناة الأولى لم تكلف نفسها عناء إخبار، من ينتظرون التملي بوجوه الحضور داخل فندق حسان الذي يحتضن حلقات حوار، بأن الحلقة ستلغى، ليتفاجأ المشاهد بالقناة الأولى تستل من أرشيفها شريطا سينمائيا من سلسلة أفلام «فيلم أنديستري» التي كانت أنتجت سنة 2006 والذي عوضت به الفراغ الذي خلفه حوار عن موعده الأسبوعي «الشيق جدا». موقف الأولى من عدم الإخبار هذا، ليس غريبا عن هذه الدار مادام أن التلفزيون المغربي لم يُعود نفسه على هذا السلوك المهني جدا والذي يظهر من خلاله احترامه وتقديره لمشاهديه الأعزاء، أما موقف الأحزاب من برنامج «حوار» فيسجل سابقة في تاريخ التلفزيون المغربي سنرى إن كانت ستنجح بالفعل في إزاحة أقدم ديناصورات هذا التلفزيون من موقعه الذي رسخ فيه.