منحت النمسا "جائزة الإنجاز البين-ثقافي" ل"مؤسسة شرق – غرب"، اعترافا بالتزامها القوي لفائدة المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، بالمغرب. وتعد هذه الجائزة، التي تم تسليمها للمؤسسة خلال حفل نظم أمس الخميس بالرباط، مبادرة لوزارة الشؤون الخارجية النمساوية تروم تثمين التجارب الدولية في مجال الهجرة وإدماج المهاجرين في مجتمعات الاستقبال، وكذا تكريم روح الانفتاح الثقافي للبلدان والمجتمعات. وأبرز سفير النمسابالرباط، وولغان أنغيرهولزر، أن "جائزة الإنجاز البين-ثقافي الممنوحة لمؤسسة (شرق – غرب)، تعكس الوعي الذي تجسده النمسا، المعروفة بكونها بلدا للاستقبال، تجاه إشكالية الهجرة وإدماج المهاجرين". وأضاف على هامش الحفل، أن هذا التتويج يعد مكافأة للجهود التي تبذلها هذه المؤسسة من أجل إدماج المهاجرين والنساء المعوزات، وبالتالي تحقيق التبادل الثقافي، مذكرا بتنظيم المؤسسة لمهرجان الرباط – إفريقيا الذي يعد " صلة وصل ثقافية حقيقية بين المغرب وامتداده الإفريقي". وحسب الدبلوماسي النمساوي، فإن سياسة المغرب في مجال الهجرة تعتبر مبادرة بناءة ونموذجية على الصعيد الإقليمي لا يمكن إلا أن تحظى بالتقدير . وذكر بأن مجموع بلدان الاتحاد الأوروبي أشادت بهذه السياسة. من جهة أخرى، أبرز الدبلوماسي النمساوي أنه يتعين على المجتمع المدني، أينما كان، أن يدعم اللاجئين والمهاجرين لأن الأمر يتعلق بالأساس ببعد إنساني يتحتم أخذه بعين الاعتبار، مشددا على أن دور المنظمات غير الحكومية جد هام في تدبير تدفقات الهجرة وتيسير اندماج المهاجرين في مجتمع بلد الاستقبال. من جهتها، وصفت رئيسة "مؤسسة شرق – غرب"، ياسمين فيلالي، هذا التتويج بكونه "اعترافا حقيقيا بالعمل الذي تقوم به مؤسستها منذ حوالي عقد من الزمن"، مشيرة على الخصوص إلى مركز استقبال اللاجئين والمهاجرين، الممول من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين والوكالة الاسبانية للتعاون الدولي. وأشارت إلى أن "هذه الجائزة، التي تدل على الأساس القوي لعملنا لفائدة اندماج المهاجرين من جنوب الصحراء في المجتمع المغربي، تعد من جانب آخر، ضمانة على أننا نسير في الاتجاه الصحيح"، مبرزة أنه لازال يتعين القيام بكثير من العمل، خاصة مع استمرار الأحكام المسبقة والصور النمطية، الأمر الذي يتوجب على الجميع مواجهته . وأضافت أن تنظيم أنشطة جماعية لفائدة مغاربة ومهاجرين يمكن من تحفيز معرفة أفضل ببعضهم البعض، معربة عن ارتياحها للشراكة التي تجمع بين مؤسستها والدولة والبلدان الأوربية التي تساهم في إنجاز عدد من مشاريع المؤسسة . وتتركز أنشطة "مؤسسة شرق – غرب"، التي أحدثت في عام 1994 ، حول أربعة محاور رئيسية هي الهجرة، والثقافة والتربية، والتكوين المهني والتشغيل مع إيلاء أهمية خاصة للنساء المغربيات والمهاجرات.