قرر رئيس بوركينافاسو بليز كومباوري اليوم الجمعة التخلي عن الحكم ليعلن قائد الجيش بعدها أنه يسير أمور الدولة في مستهل فترة انتقالية بالبلاد التي كانت تحوم حولها مخاوف من انزلاقها في متاهات خطيرة اثر الاحتجاجات الشعبية واسعة النطاق التي اندلعت بها على خلفية مشروع تعديل دستوري. — بوركينافاسو تدخل في فترة انتقالية والمعارضة تشترط إشراك جميع مكونات الامة - وأعلن قائد الجيش نابيري أونوري تراوري في بيان تلاه أحد الضباط إنشاء "هيئة انتقالية" تتسلم الصلاحيات التنفيذية والتشريعية على أن يكون الهدف إعادة النظام الدستوري في غضون اثني عشر شهرا. وجاء قرار الجيش بعد اعلان الرئيس بليز كومباوري الذي يواجه احتجاجات شعبية واسعة النطاق غير مسبوقة اليوم التخلي عن الحكم بعد 27 عاما في سدة الرئاسة. وقال تراوري "طبقا للأحكام الدستورية وبعد التأكد من شغور الحكم ونظرا إلى الضرورة الملحة للحفاظ على الأمة … أتحمل ابتداء من هذا اليوم مسؤولياتي رئيسا للدولة". وقال كومباوري من جانبه في اعلان الاستقالة انها جاءت "رغبة منه في الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية وعلى السلم الاجتماعي " مضيفا أن هذه الفترة الانتقالية يفترض أن "تؤدي إلى انتخابات حرة وشفافة في مهلة اقصاها 90 يوما". واكدت المعارضة البوركينابية أن "أي فترة انتقالية سياسية في المستقبل يجب ان تعد وتنظم …بمشاركة قوى المجتمع الاهلي واشراك جميع مكونات الامة … بما في ذلك الجيش". وقبل الاستقالة شدد زعيم المعارضة زفيرين ديابري على أن المعارضة "تدعو الناس الى مواصلة الضغط عبر احتلال الساحات العامة. رحيل بليز كومباوري غير المشروط شرط مسبق لأي نقاش بشأن أي انتقال سياسي هكذا بوضوح وبكل بساطة". — وضع متوتر اثار انشغالات ومخاوف دولية واقليمية – وكان الاعلان عن مشروع تعديل دستوري سيتيح لكومباوري الذي وصل إلى الحكم بانقلاب في 1987 وانتخب لولايتين استمرت كل منهما سبع سنوات ولولايتين أخريين استمرت كل منهما خمس سنوات أن يترشح إلى الانتخابات الرئاسية في 2016 هو الذي حمل مئات الآلاف من شعب بوركينا فاسو على النزول إلى الشارع للإعلان عن رفض "الرئيس مدى الحياة". وقد اشتعلت الاحتجاجات في بوركينا فاسو أمس الخميس فاضطر الجيش إلى التدخل على اثر احراق الجمعية الوطنية (البرلمان) وتعرض التلفزيون الرسمي لهجوم واندلاع أعمال عنف في الاقاليم ودعوات الى استقالة الرئيس. وغداة تظاهرات شهدت أعمال عنف نزل عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع اليوم الجمعة للمطالبة باستقالة كومباوري بعد الكشف عن عدم نيته في التخلي عن الحكم. وتجمع المتظاهرون أمام مقر هيئة أركان الجيش استجابة لنداء المعارضة الذي يطالب بتكثيف الضغط لاجبار الرئيس كامباوري على التخلي عن السلطة "بدون شروط". وخلفت أعمال الشغب التي تخللت الاحتجاجات امس الخميس حسب أحد قادة المعارضة في بوركينا فاسو 30 قتيلا وأكثر من 100 جريح. وامام هذا الوضع أصدرت مجموعة الخمس لدول الساحل التي تترأسها موريتانيا بيانا امس أعربت فيه عن انشغالها إزاء الأحداث في بوركينا فاسو. ودعت المجموعة في بيانها البوركينابيين الى الحفاظ على مناخ السلم والسكينة بما يمكن من التوصل لحلول عادلة وتوافقية. وقالت ان الأحداث التي تشهدها بوركينا فاسو مصدر انشغال كبيربالنسبة لمجموعة الخمس لدول الساحل واكدت قلقها إزاء أي تطور من شأنه أن يمس بالسلم المدني ودولة القانون أو أمن الأشخاص وممتلكاتهم. من جهتها دعت رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (الايكواس) جون دراماني ماهاما اليوم الجمعة الأطراف السياسية في بوركينافاسو الى "الحوار للتوصل لتوافق سياسي". وقال رئيس غينيا أن "الكتلة الاقليمية تابعت بقلق شديد الأحداث في بوركينافاسو والتوتر حول العملية المؤدية لدراسة مشروع قانون حول تعديل الدستور". من جهته دعا الاتحاد البرلماني الدولي بجنيف اليوم جميع الأطراف السياسية في بوركينا فاسو إلى الانخراط في الحوار الحقيقى لضمان العودة السريعة إلى الحكم الدستوري. وأعرب الاتحاد البرلماني الدولي خلال البيان الذي أصدره اليوم عن آسفه بسبب أعمال العنف والأزمة التي تعيشها البلاد في بوركينا فاسو وطالب كافة الأطراف على ضبط النفس واللجوء إلى الحوار السياسي . 14