لفتت مصممة الأزياء المغربية سهام العامري انتباه لجنة تحكيم مسابقة "المواهب المغربية الجديدة 2014" ( New moroccan talent 2014 ) التي نظمتها "الجمعية المغربية لمبدعي الموضة" في مدينة الدارالبيضاء في الفترة ما بين 16 و18 من أكتوبر الجاري، وفازت بجائزة المرتبة الثانية بعد المصممة الفرنسية لوتيسيا ديسكامب التي فازت بالجائزة الأولى. وقد نالت سهام العامري هذه الجائزة عن المجموعة التي عرضتها في صنف الأزياء الرجالية، والتي فازت عنها أيضا بإقامة لمدة ستة أشهر ابتداء من شهر فبراير المقبل في مدينة لندن، ستقدم خلالها مجموعة من العروض للأزياء التي فازت عنها بالجائزة، إلى جوار مصممين من إنجلترا وألمانيا وفرنسا. وقد درست سهام العامري فن تصميم الأزياء في مدرسة "كازا موضا أكاديمي" التي تم إنشاؤها في الدارالبيضاء بشراكة بين الدولة وبين الجمعية المغربية لصناعات النسيج والملابس، وهي أول مدرسة مغربية متخصصة في تكوين مبتكرين مغاربة لماركات الأزياء الجديدة الخاصة بفصول السنة الأربعة. وقد تخرجت سهام العامري من المدرسة بعد خضوعها لتكوين دام ثلاث سنوات، توجّته بحصولها على شهادة الإجازة ضمن الفوج الثاني من خريجي هذه المدرسة التي تتيح للطلبة متابعة دراستهم من أجل الحصول على شهادة الماستر المتخصص، ثم على شهادة الدكتوراه. وتوضح سهام العامري في لقاء أجراه معها موقع "أحداث.أنفو" بعد فوزها في المسابقة بأن المدرسة التي تخرجت منها تم إنشاؤها من أجل الارتقاء بتصاميم ملابس الماركات العالمية، خصوصا بعدما وجد قطاع النسيج والملابس في المغرب نفسه في أزمة نتيجة استحواذ آسيا على السوق العالمية، فلم تعد المقاولات المغربية الكبرى التي تستثمر مبالغ كبيرة في مجال النسيج والملابس تتلقى طلبات من الخارج من شركات ذات ماركات معروفة. وهكذا، تضيف سهام العامري، تم التفكير في أن ترقى مقاولات صناعة النسيج والملابس في المغرب إلى مستوى يؤهلها لكي تصبح قادرة على خلق ماركات خاصة بها، وذلك من خلال العمل على تكوين مصممين شباب لهم قدرة على الابتكار والتجديد من أجل خلق ماركات على شاكلة الماركات المعروفة عالميا، مع إضافة لمسة مغربية ، فتم إحداث مدرسة "كازا موضا أكاديمي". وسبق لسهام العامري في مرحلة التكوين أن فازت بالجائزة الثانية ضمن فريق يتكون من ثلاث طالبات مصممات في مسابقة نظمها المركز الثقافي البريطاني بالدارالبيضاء بشراكة مع جامعة بريطانية حول أحسن المشاريع الخاصة بتصاميم ماركات جديدة لأزياء قادرة على جذب انتباه الزبائن. وقد كان المشروع الذي فاز من خلاله فريق سهام العامري بهذه الجائزة يتعلق بتصميم لإكسسوارات رجالية، ويقوم على فكرة "الفعل الاجتماعي" التي يتم فيها الأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات البسيطة التي تتوفر عليها المقاولة الصغرى، بالاعتمادعلى المواد الأولية المحلية وعلى مهارات صناع تقليديين مغاربة. وكانت لجنة التحكيم قد اعتبرت مشروع فريق سهام العامري فريدا من نوعه، لكونه يمنح لبعض المقاولات الصغيرة في مجال الملابس إمكانية التخصص في تصنيع ماركات لإكسسوارات رجالية وعرضها في محلات خاصة بزبائن كلهم رجال. كما سبق لسهام العامري أن شاركت خلال هذه السنة في الأسبوع الخاص بالموضة الذي يُقام في لندن تحت اسم "أسبوع خرّيج الموضة " ( Graduate fashion week )، والذي ترسل إليه أشهر مدارس الموضة في العالم خريجيها، حيث يتم انتقاء أحسن التصاميم التي أبدعها الخريجون، ويتم عرضها على أمام الجمهور على مدى أسبوع. وتقول سهام العامري بأنها اختارت أن تشتغل على تصاميم الملابس الرجالية في السنة الثالثة من تكوينها في المدرسة التي تخرجت منها لأنها لاحظت بأن السوق المتعلق بماركات الأزياء الرجالية مازال ضعيفا في المغرب، إذ يفضل أغلب المصممين الاشتغال على تصاميم ملابس نسائية. وبخصوص الآفاق الخاصة بمهنة تصميم الأزياء الرجالية تقول سهام العامري :"أنا مصممة لأزياء صناعية. وعندي قدرة على تصميم مجموعات خاصة بماركة معينة على مدى سنوات عديدة. وأي مقاولة متخصصة في تصنيع الملابس يمكنني أن أصمم لفائدتها أزياء لزبائن ينتمون إلى فئات رجالية كيفما كانت الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها. فتكويني يسمح لتصاميمي بأن تتلاءم مع الأذواق، ومع الفصول، ومع متطلبات الزبائن، ومع مختلف الأعمار. وقبل أن أشتغل مع أي مقاولة أقوم بدراسة السوق لفائدة هذه المقاولة لمعرفة نوع الزبائن وأعمارهم وحاجياتهم وقدرتهم الشرائية". أما بخصوص مجموعات ملابس الموضة غير المرتبطة بالمجال الصناعي، والتي تحتاج إلى إبداع في الأشكال وإلى جمالية في التصميم ، فتقول عنها سهام العامري بأنها مازالت في المغرب تُعد نوعا من الفن، وتشبه لوحات تشكيلية، ولا يمكن أن يكون لها سوق كما هو الحال في أوروبا أو أمريكا، إذا قام المصمم بابتكارها فهو يفعل ذلك فقط لكي يعبّر عن قدراته الإبداعية". وتعتبر سهام العامري بأنها ليست هي التي يمكن أن تؤثر بتصاميمها الرجالية على الموضة العالمية. ففي نظرها، التأثير الذي يتحول إلى موجة عالمية جارفة لا يمارسه سوى المصممين الكبار الذين لهم ارتباطات بمؤسسات عالمية ذات إمكانيات تسويقية هائلة ولها نفوذ اقتصادي وسطوة مالية وامتدادات في مختلف مناطق العالم. وبالتالي، تصيف سهام العامري، بأنها ملزمة دائما بأن تطلع على التصاميم الجديدة في مجال الموضة، لكي تدرسها وتحللها وتتعرف على العناصر الجديدة فيها، وهي عناصر، تقول سهام العامري، تخضع لشفرة معينة ينبغي على المصمم أن يفكها لكي يتمكن من إدراجها ضمن التصاميم التي يرغب في أن يبتكرها بتدرج في مسار يتجه من الأعلى إلى الأسفل. أي من التصاميم المرتبطة بالمواد والأشكال الأغلى والأرقى إلى التصاميم الأرخص والمتوفرة في المحلات التجارية التي يقبل عليها الزبائن بكثرة. أحمد الدافري