يشهد معرض الصناعة التقليدية المنظم على هامش فعاليات الموسم الديني للولي الصالح سيدي بوعبيد الشرقي، الذي تحتضنه مدينة أبي الجعد من 15 إلى 19 أكتوبر الجاري، إقبالا متزايدا لزوار وساكنة المدينة لما يقدمه من غنى وخصوصية منتوجات الصناعة التقليدية، ومهارات الصانع التقليدي المغربي. ويعرف المعرض، الذي تنظمه غرفة الصناعة التقليدية لأقاليم سطاتبرشيد بنسليمان، ضمن موسم المدينة المنظم هذه السنة تحت شعار "موسم الولي الصالح سيدي أبو عبد الله محمد الشرقي بأبي الجعد .. فضاء للإشعاع الديني والروحي والثقافي ودعامة للرأسمال اللامادي"،حركية للزائرين من الساكنة المحلية والمناطق المجاورة للمدينة في فضاءات وأروقة المعرض الذي يكسر الروتين اليومي والسكون المعتاد بالمدينة. ويساهم هذا المعرض، المنظم بتنسيق مع المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بخريبكة، إلى جانب عرض منتوجات الصناعة التقليدية، في خلق رواج تجاري وحركية اقتصادية بالنسبة للمنطقة من خلال تسويق منتوجات الجمعيات والتعاونيات المشاركة. ويهدف المعرض الذي يندرج في إطار المجهودات التي تقوم بها الغرفة في سبيل إنعاش وترويج المنتوج التقليدي والتعريف به، وكذا دعم الصناع والجمعيات والتعاونيات الحرفية في السوق الداخلي، إلى خلق متنفس للوافدين وإبراز ما تتميز به المنطقة من إبداعات تختزل مهارات الصانعات والصناع التقليديين، وتسويق المنتجات التي تشكل نقطة تلاق بين الصناع والزائرين. وتؤثث فضاء المعرض، الذي يحط الرحال بساحة محمد الخامس بأبي الجعد، بالأساس منتجات النسيج التقليدي واللوحات الفنية ومخطوطات وأعمال الطرز والخياطة والفخار القروي والعرعار وفن النقش على الخشب والحدادة الفنية والديكور المنزلي والخزف والزخرفة بالنحاس والمنتجات النباتية، وكذا صناعة السروج والنحت على الحجر والزليج. ومن أجل إنجاح فعاليات معرض الصناعة التقليدية، اتخذت اللجنة التنظيمية مجموعة من التدابير والإجراءات لضمان حضور أحسن العارضين وكذا توفير ظروف النجاح لهذا المعرض الذي يضم 40 رواقا منها 36 خاصا بالعارضين المنتمين لستة جمعيات وثلاثة تعاونيات. ويشارك في فعاليات المعرض عدد من العارضين الحرفيين والصناع التقليديين من مدن أبي الجعد (21 عارضا) ووادي زم (5) وثلاثة عارضين من سطات وعارض من خريبكة، فضلا عن ستة عارضين يمثلون مدن أزيلال وآسفي ودمنات والخميسات. وأكد بوشعيب مالكي مدير فرع غرفة الصناعة التقليدية بأبي الجعد، أن هذا المعرض يشكل مناسبة للزوار للتعرف عن قرب على مجموعة متنوعة من منتوجات الصناعة التقليدية، وفرصة للحرفيين والصناع لترويج منتوجهم التقليدي الأصيل خاصة الذي يميز مدينة أبي الجعد التي اشتهرت منذ تأسيسها بالعديد من الحرف التقليدية. وأضاف مالكي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن معرض الصناعة التقليدية يتيح للزوار فرصة التعرف على منتوجات الحرف التقليدية الأصيلة المحلية خاصة الطرز اليدوي والخياطة والفخار والجلد وألبسة تقليدية والزربية البجعدية ذات الصيت العالمي، والوقوف كذلك على مهارات أنامل الصانع التقليدي المغربي. من جانبه، قال المدير الإقليمي للصناعة التقليدية عزيز تومي، إن تنظيم هذا المعرض سيساهم في دعم الصناع الفرادى وتسويق وترويج منتوج الصانع التقليدي، وكذا تبادل الخبرات والتجارب بين الحرفيين بغية تطوير مهاراتهم وإبداعاتهم في مجال حرف الصناعة التقليدية. وأبرز أن المعرض يعطي قيمة مضافة لفعاليات الموسم الديني لأبي الجعد ويساعد، بالإضافة في تنمية الحركة الاقتصادية، على إبراز مهارات الصانع المغربي التقليدي المحلي، وكذا المنتوجات التقليدية على مستوى المنطقة وعلى الصعيد الوطني . يشار إلى أن وفدا، ضم على الخصوص الحاجب الملكي سيدي محمد العلوي ووزير السياحة السيد لحسن حداد وعامل إقليمخريبكة السيد عبد اللطيف شدالي والمنتخبون وشخصيات مدنية وعسكرية، قام بمناسبة افتتاح الموسم الديني بزيارة للمعرض. يذكر أن تنظيم المعرض يدخل في إطار الموسم الديني لأبي الجعد المنظم من طرف الزاوية الشرقاوية، بشراكة مع المجلس البلدي للمدينة، وبتنسيق مع المجلس العلمي المحلي، ومندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بخريبكة، للاحتفاء بمؤسس الزاوية وإشعاع مقوماتها الدينية والعلمية والثقافية، والتعريف بالمؤهلات التراثية لمدينة أبي الجعد وخلق دينامية اقتصادية وتجارية بالمدينة.