هذا الكلام كتب من طرف شاعرالثورة مفدي زكريا ولحن من طرف الموسيقار المصري محمد فوزي و نظم بسجن بربروس في الزنزانة رقم 69 بالجزائر إبان أيام الاستعمار. سنوات عديدة بعد ذلك تريد الجزائر استعادة استقلالها الحيقي لكنها لا تجد له سبيلا قسما بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات والبنود اللامعات الخافقات في الجبال الشامخات الشاهقات نحن ثرنا فحياة أو ممات وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا نحن جند في سبيل الحق ثرنا وإلى استقلالنا بالحرب قمنا لم يكن يصغى لنا لما نطقنا فاتخذنا رنة البارود وزنا وعزفنا نغمة الرشاش لحنا وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا في الجزائر اليوم، في تلمسان، في وهران، في بجاية، في تيزي وزو، في سطيف، في غرداية في كل مكان، سؤال كبير "هل مات بوتفليقة؟". الجزائريون الذين يطرحون السؤال لا أمل لديهم في العثور علي جواب له لأنهم يعرفون أن بوتفليقة ميت حي. الرجل لم تعد له أدني صلاحية للتحكم في جسده منذ أصيب بجلطته الدماغية فالأحرى أن يتحكم في البلد. الكل يعرف هنا أن العسكر هم من يحكمون البلد، والكل يعرف هنا أن سر حقن الرجل المريض كل مرة بحقن القدرة على الحياة سببه الوحيد والأوحد أن البحث المضني عن خليفة له لم يثمر نتيجة تسر الجنرالات لحد الآن. وحدهم من يحبون الجزائر يتمنون لها دوام العافية والشفاء من داء المرض القاتل هذا: أن تدفن بوتلفليقة سريعا لأن إكرام الميت دفنه، وأن تتحرر من جنرالاتها وأن تبدأ رحلة عودتها إلى حضن المغرب الكبير، ذلك الذي باعدت بينها وبينه فرنسا الاستعماري وفرضت عليها أ ن تواصل مابدأه المستعمر منذ سنوات. في الجزائر اليوم دعاء يقول ألا شماتة في المرض ولا شماتة في الموت ولا شماتة في الأحزان، لكن أمل حقيقي أن تكون للحظة مابعد بوتفليقة (سواء حلت اليوم أم حلت بعد أيام أو أسابيع أو أشهر) القدرة على تحرير هذا البلد من استعمار عساكره لكي يعود إلى حضن مغربه الكبير قادرا على توحيد الصفوف وصنع "المغرب يونايتد" في الجزائر اليوم صوت واحد يمكن أن تسمعه لو كنت ذا سمع جيد يقول بالصوت الواضح والجلي: مات بوتفليقة…عاشت الجزائر. يعو د إلى نسبيته ثم يقول "سيموت بوتفليقة وستحيا الجزائر…وسينقرض كل الجنرالات" فاشهدوا فاشهدوا فاشهدوا …أننا نحب الجزائر وشعبها ونكره من سرقوها كل هاته السنوات لكي يصنعوا منها اليوم ما هي عليه… زاوية تقترفها : سليمة العلوي