AHDATH.INFO – خاص «إن اللَّهَ تَعَالَى كَرِيمٌ يَسْتَحِي إِذَا رَفَعَ إِلَيْهِ الْعَبْدُ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا حَتَّى يَضَعَ فِيهِمَا خَيْرًا». الدعاء فعل يتوجه به المؤمن إلى الذي بيده الخير. يرفع العبد المظلوم يديه. يردد ملفوظه من أعماق فؤاده. ينطق به وهو واقف بين يدي الله سبحانه وتعالى. ينطق به راجيا رحمته وعفوه. الإحساس بالظلم والتعرض له، إحساس فظيع. ألم. أكثر من الألم. جرح يستوطن البدن والروح. تتغير في دعاء المظلوم نبرة الصوت. تصير إلى نبرة الشكوى، فيكون الإفراج عن الكلام الحبيس في الصدر. قد تدمع العين في هذا الفعل وقد يطلق سراح البكاء. بكاء بين يدي الرحمان الرحيم. ليس كأي بكاء. انفعال يتجاوز حدود عالم الآدميين وأفعالهم وانفعالاتهم، لأنه انفعال بين يدي الذي ليس كمثله شيء. دعاء المظلوم مقام استثنائي. مقام لا يشبهه مقام آخر. وجود العبد المظلوم بين يدي الرحمة الإلهية في انتظار الاستجابة والعطاء، ولو على شكل الصبر على ظلم الظالم إلى أن يأتي الفرج الإلهي. دعاء المظلوم توجه إلى المحكمة الإلهية. يرفع العبد دعواه في انتظار كرم الكريم ليفرج كربته. يرفع دعواه وشكواه حتى لا يستمر الظالم في ظلمه وغيه، ويرتفع سلطانه الطاغي. دعاء المظلوم إفراج عن الشكوى. إفصاح عن التعرض للأذى. تسمية ذلك الألم الذي يستوطن دواخل الروح. ألم يخرج إلى عالم التعبير على شكل دعاء. قوة يرزق بها الخالق عبده المظلوم. دعاء المظلوم مستجاب. الكرم الإلهي هو الاستجابة لذلك الدعاء. يستحي الكريم أن يرد يدي عبده صفرا. يستجيب له. يضع في يدي عبده خيرا من خيره. يضع فيهما رحمة من رحمته. يرفع عنه ظلم الظالم. وعزتى وجلالى لأنصرنك ولو بعد حين. قال معلم الأمة وقائدها الروحي إلى يوم الدين «ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء»، وأضاف صلى الله عليه وسلم «أفضل العبادة الدعاء»، ثم زاد «اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام».» باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم. باسم الله الذي لا يضر مع اسمه أذى. اللهم آمين يارب العالمين.