استغلت هناء الفترة التي قضتها بإحدى الدول الأوربية في تحقيق المتعة والتحرر من أصفاد الكبت والممنوعات، عن طريق ممارسة الجنس الشاذ مع الحفاظ على عذريتها، قبل أن تعود إلى أرض الوطن أكثر تشبعا بالثقافة الغربية وإصرارا على الاستمرار في أسلوب الحياة الذي وجدت فيه حلا وسطا يرضي عائلتها والمجتمع الذي تنتمي إليه، ويمكنها من الاستمتاع بحياتها خلال فترة شبابها قبل دخولها إلى القفص الذهبي. تغيرت طباعها بعد الزواج، وأصبحت تلازم البيت طوال اليوم، بعد أن تخلت عن الوظيفة التي كانت تشغلها بإحدى الشركات الخاصة، بل وصارت تتفادى حتى الخروج برفقة زوجها إلى الأماكن العامة، خوفا من أن تجمعها الصدفة بشخص يعلم بحياتها السابقة وبما عاشته من تجارب جنسية خارج إطار الزواج. هناء ذات التاسعة والعشرين سنة، تحدت قبل سنوات رغبة والديها، وقررت أن تسافر إلى الخارج ليس فقط من أجل متابعة دراستها، بل لتنعم بنمط الحياة الذي لطالما حلمت به، ضاربة عرض الحائط عادات عائلتها المحافظة، وتقاليد المجتمع الذي لا يزال العديد من أفراده يرفضون فكرة استقلالية الفتاة العازبة. وجدت الشابة في إقامتها بإحدى الدول الأوربية الفرصة المواتية للتمتع بالحرية المطلقة بعيدا عن أنظار أفراد أسرتها وعيون الفضوليين والمتلصصين من محيطها الاجتماعي، بعد تخلصها من كل أشكال الرقابة التي كانت تفرض عليها داخل بيت الأسرة، حيث كانت على خلاف دائم مع والديها بسبب أفكارها المتحررة، وتمردها الدائم على عادات المجتمع من خلال نمط لباسها وتصرفاتها. لم تترد هناء في إقامة علاقات صداقة مع الجنس الآخر، وهو الأمر الذي كانت مضطرة لتجنبه طيلة سنوات لكونه يندرج ضمن لائحة الممنوعات التي يضعها والداها، كما هو الشأن بالنسبة لتحركاتها التي لم تعد تخضع لعقارب الساعة. إقامتها في سكن مستقل، شجعت هناء على خوض غمار تجربة الجنس، بحيث بدأت المغامرة ببعض المداعبات الجنسية، قبل أن يتطور الأمر إلى الآداء الجنسي الاحترافي دون أن تجازف الشابة بسلامة غشاء بكارتها باعتبارها شهادة الصلاحية ومعيار الجودة اللذين سيؤهلانها لدخول القفص الذهبي. في سبيل إشباع رغباتها الدفينة ومسايرة رفيقها، لجأت هناء إلى مختلف الممارسات الجنسية حتى المحرم منها شرعا، واستمرت اللقاءات والعلاقة الجنسية الشاذة التي تجمع بينها وبين شريكها في المتعة طيلة السنتين التي قضتهما هناء في أوربا. عادت هناء إلى أرض الوطن وإلى منزل والديها، ليتقلص من جديد هامش الحرية الذي كانت تتمتع به في بلاد المهجر، لكن ذلك لن يمنعها من أن تعيش نمط الحياة الذي اعتادت عليه بالخارج بكل تفاصيله، ولا من أن تقيم علاقات جنسية جديدة، ستحرص خلالها أيضا على الحفاظ على عذريتها، مثلما تحافظ على سرية تلك العلاقات. تمرد هناء على عادات المجتمع الذي تعيش فيه من خلال نمط لباسها، إلى جانب تصرفاتها التي كانت تزرع الشك في نفوس أفراد عائلتها، كلها أمور جرت عليها الكثير من المشاكل بالإضافة إلى الأقاويل التي كانت تطعن في شرفها وعفتها. ظلت هناء تتجاهل آراء المحيطين بها، وتصر على الاستمتاع بحياتها على طريقتها، من خلال إقامة علاقات عابرة مع العديد من الشبان، في ثقة تامة بأن حفاظها على سلامة غشاء بكارتها سيكون كافيا كي تكسب ثقة واحترام الشخص الذي سوف ترتبط به، وتفرض احترامها على المحيطين بها. بعد أن أدركت الشابة التي اقتربت من عتبة الثلاثين بأن حظوظها في سوق الزواج قد بدأت تتضاءل، قررت إعادة النظر في سلوكاتها وتصرفاتها، بحيث ستمتنع عن إقامة علاقات جنسية كي تتجنب كلام الناس، بعد أن أصبحت أخيرا تعير أهمية لآرائهم، وتخشى من أن يتحدثوا عنها بسوء. لم تمض سوى فترة قصيرة حتى ارتبطت هناء بأحد الرجال بعد أن وجدت فيه العريس المناسب القادر على إسعادها والذي تتوفر فيه كل المواصفات التي كانت تتمناها. زواج هناء، وضع حدا لمعاناة والديها اللذين شعرا أخيرا بأنهما تخلصا من حمل ثقيل، بعد أن تزوجت ابنتهما واستقرت بحياتها، دون أن تجلب العار لهما، بينما بدأت معاناة هناء التي لا يزال شبح الماضي يطاردها، ويحرمها من العيش بسلام وطمأنينة. شادية وغزو