«خدينا تجربة في الإنتاج الخاص لهذا الفيلم دون وضع هدف الربح أمامنا» يقول محمد الكراط مخرج الفيلم السينمائي «نهار تزاد طفا الضو»، جرى عرضه ما قبل الأول الإثنين الماضي بسينما ميغاراما بالدار البيضاء. التجربة كانت مرهقة ماليا، وتدخلت القناة الثانية في الوقت المناسب لإنقاد الموقف من خلال دخولها في الإنتاج المشترك لهذا المولود السينمائي الأول لمحمد الكراط. يبدو أن الصديقين المنتجين محمد الكراط ورشيد الوالي مصران على التأسيس لخيار الإنتاج الخاص في السينما، ووضعا ملامح عمل جديد قبل جني الثمار المالية لفيلمهما الأول. «الولع والصداقة والتضحية والثقة توصيفات مشتركة بين شخصين اثنين» يقول فؤاد سويبة في كلمته قبل بداية العرض، أفضت إلى تواطؤ رشيد الوالي ومحمد الكراط، بعد أن آمنا بقدرات بعضهما البعض لتأسيس مسار جديد في السينما المغربية، وتسنى لهما «عن طريق التضحية تحمل موازنة ضخمة خدمة للعمل الإبداعي المجدد» يضيف فؤاد الذي واكب العمل في جميع مراحله من كتابة السياريو إلى التصوير فالتوضيب كما جاء على لسان منشط الحفل هشام الوالي... «نهار تزاد طفا الضو» فيلم كوميدي ممزوج بالفانتاستيك والمؤثرات الخاصة. يدور محور قصته حول شخصية أساسية اسمها سعيد ( رشيد الوالي). منذ المشهد الأول نتعرف عليه كسارد يحكي لنا بشكل سريع بداية قصته، نتعرف على والديه، كيف التقيا وتزوجا وأنجباه، وكانت لحظات كوميدية صفقت لها القاعة الممتلئة عن آخرها، واكتشفنا فيها وجها آخر كوميديا للوالي وهدى الريحاني، إذ وفعت على حضور متميز في هذا العمل نقطة التحول في حياة سعيد موت والديه بعد حادث تماس كان المتسبب فيه، انتقل بعدها إلى مؤسسة للأيتام، درس وحصل على شهادة أهلته لشغل منصب هام كمهندس للمعلوميات. سعيد كان خجولا يعيش حياة هادئة، ويستعد للزواج من سناء (هدى الريحاني)، لكن فجأة وجد نفسه في دوامة صراعات نفسية قلبت حياته رأسا على عقب، ظهور شخصية «كلون» عبارة عن صورة طبق الأصل له، لكنها تمثل النقيض لطبيعة شخصيته والوجه الشرير لها. على مدار أحداث الفيلم ظل رشيد الوالي يلعب على حبلي الشخصيتين، ويحاول بشتى الوسائل قتل الشر الممثل في الشخصية المنبثقة من دواخله عن طريق حرقها ووضع السم لها وتسديد رصاصة إليها من بندقية، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، ولم يبق أمامه بدا سوى التصالح مع هذا الجزء من ذاته. «كل واحد داخله الخير والشر ما عرفتش واش عشت هاد الشي ولا تخيلتو نتما لي تحكمو» كانت كلمة الختم على لسان الراوي سعيد رشيد الوالي. «نهار تزاد طفا الضو» لم يكن فيلما كوميديا صرفا يعتمد الحوار، بل مزجه المخرج بالفانتاستيك أو المؤثرات الخاصة. وفي هذا السياق يعترف محمد الكراط بصعوبة هذه الوصفة من جوانب عديدة. «المحيط السوسيو الثقافي للمتلقي عموما، لم يتعود على أعمال من هذا القبيل، وستكون عسيرة الهضم عليه بداية. ويشترك في هذه الحقيقة المتلقون، والممثلون، والمخرجون، والتقنيون، الجميع يضيف الكراط نشأ وتربى على مشاهدة الكوميديا، في السيتكومات، والأفلام التلفزية، ولم يسبق لهم مشاهدة عمل كوميدي ممزوج بالفانتستيك، وكل ما له علاقة بالمؤثرات الخاصة وبالخدع البصرية» رشيد الوالي البطل الوحيد للفيلم يرى أن خصوصية دوره في الفيلم تكمن أساسا في طبيعته التركيبية، وما اقتضته هذه الطبيعة من تقنيات مختلفة، فهو دور كوميدي مبني على كوميديا الموقف، ويتمتع فيه البطل بهامش واسع من حرية اللعب، أرجعه الوالي إلى دراسة نابعة من متابعته عن كثب لشخصية المخرج محمد الكراط، فهو من كتب سيناريو الفيلم، وضمنه 70 ٪ من شخصيته المتسمة بازدواجيتها و«سهلت الصداقة القائمة بيننا منذ ما يفوق ست سنوات، أن أمسك بكل دقة بتلابيت شخصيته، وأن أشخص دور سعيد في العمل بكل صدق ومصداقية، علما أن الكراط ظل يحمل هذا العمل في قلبه طيلة سنوات طويلة، وأفضى الاشتغال معه إلى الوصول لهذه النتيجة، وهي المشاركة في إنتاج الفيلم فاقت ميزانيته 900 مليون سنتيم وتشخيص دور البطولة فيه». يقول رشيد الوالي