بعد رفع الدعم عن البنزين الممتاز وبعض أنواع الفيول و تقليص الدعم الموجه للغازوال، الدائرة ستدور السنة القادمة على مادة السكر. فرغم نفي الوزارة المكلفة بالشؤون العامة والحكامة لما نشر حول اعتزام الحكومة رفع الدعم عن المواد الأخرى من قبيل السكر والبوتان والدقيق المدعم ، إلا أن مصادر مقربة من محيط رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، أكدت على العكس من ذلك بأن هذا الأخير، شعر بانزعاج كبير من الكميات الكبيرة التي يستهلكها المغاربة من مادة السكر، والذي تجاوز مرتين معدل الاستهلاك الفردي على المستوى العالمي، كما أظهرت ذلك دراسة قامت بها وزارة محمد الوفا حول مادة السكر. وفيما خلصت دراسة الوزارة إلى أن معدل استهلاك الفرد المغربي يصل ل20 كلغ كل ستة أشهر، وهو ما يعادل المعدل العالمي في ظرف سنة، كشفت مصادر «الأحداث المغربية» بأن رئيس الحكومة، اعتبر هذا المعدل كبيرا وأنه يجب فعل شئ ما لجعل المغاربة يقللون من استهلاك مادة السكر، تضيف ذات المصادر، مرجحة أن تقوم الحكومة بإعادة النظر في الطريقة الحالية لدعم مادة السكر من طرف صندوق المقاصة. وأبرزت مصادر الجريدة بأن الحكومة لن تلجأ إلى الرفع الكلي لدعم السكر، بقدر ما يتعلق الأمر باستهداف بعض أنواع السكر الموجودة بالسوق المغربية وفقا لمستويات معيشة الفئات المستهلكة، وذلك حسب دراسة الوزارة التي كشفت عن تفاوتات في استهلاك أنواع السكر، حيث يستهلك «القالب» أكثر بالبوادي وبالجنوب الشرقي للمغرب، فيما يستهلك السكر «المقطع» بالمدن، والسنيدة بشكل أكبر من طرف قطاع صناعة الحلويات. المصادر رجحت ألا تقترب الحكومة من «القالب» بالنظر إلى أنه يمثل أكثر من 33 في المائة من نسبة استهلاك السكر بالمغرب، في الوقت الذي سيعاد النظر في دعم المواد الأخرى، لاسيما السنيدة. أحمد بلحميدي