ليس السياسيون وحدهم من يكذبون علينا ويطلقون وعودا لا ينفذونها. شباب البرودكاسترز أيضا يسيرون على نفس المنوال. ديك النهار كنت أتجول في الأنترنيت، ماعليا مابيا، أتفادى هذا المتحرش، أراوغ هذا الراغب في تصوير أعضائه بالكام، أتحدث مع من يمثل علي دور المثقف، وأقرأ بعض النتف هنا وهناك فعثرت على غيثة. قالت لي "فين ماكانت شي حاجة بغيتيني نهضر عليها، كتبي آلو غيثة وسيفطيها ليا". أنا من النوع الذي يمتثل للتعليمات. أصدق الناس حين يقولون شيئا ما وأتصور أنهم لم يطلقوه إلا لينفذوه. فقط حين يتنصلون من وعودهم، أعرفهم، وأرد عليهم "قالو شمتك قالو عرفتك"، وأمضي. سمعت هذا الكلام فقررت تنفيذه، وكتبت لكم العامود السابق مسبوقا بالهاشتاغ المعلوم، "آلو غيثة، الشيخ صار صار في خبر كان" تعليقا على "رابور" زمانه ومكانه الذي قرر الاعتزال وهو لم يبدأ بعد. سوى أننا في المغرب. وفي المغرب لا تستغرب واستغرب في نفس الوقت. صاحب الدعوة تنصل لها، واعتبر في فيسبوكه أنني أولا شخص غير موجود، و"غير هادي حشومة عليه، حيث أنا كاينة وكنعرفو مزياااااااان، وهو حتى هو كيعرفني مزياااااااان وداوي معايا شحال من مرة"، ثم اعتبر ثانيا أن "آلو غيثة" عقدتنا في موقع "أحداث.أنفو" وعقدت المشرفين عليه، علما أنني تفاديت تعليمات وجهت لي من طرف إدارةالموقع بتفادي الكتابة عن هذه الدعوة وعن هذا السيد بالتحديد وعن عدم "تكبار الشان لبوجعران" مثلما قال مسؤول عن الموقع وهو يتحدث معي عن هذا الموضوع. غيثة كعات. لماذا؟ بكل بساطة لأن غيثة مثلها مثل الآخرين في هذا البلد العجيب، تستعمل المبادئ والشعارات "سبوبة عيش" والسلام. "طريف ديال الخبز"، يأكل به الإنسان صباحا ويلتقط صوره "السيلفي" وهو يفطر رفقة أصدقائه ويكتب فوق الصورة أو تحتها "كنفطرو، بصحتنا، هاشتاغ ألو غيثة، تاكلي البيض بالخليع؟". صدمتي في غيثة كانت قوية. هي طلبت منا أن نقوم بشيء وحين قمنا به لم يعجبها الحال وشرعت في سبنا. أوووووووف، غير معقول، وغير مقبول. علاش حنا المغاربة دايرين بحال هاكا؟ علاش حنا فشكل؟ أطونسيون، لا مشكل لدي مع الناس "اللي فشكل"، شغلهم هاداك، ولكن لابد من طرح السؤال : "لماذا يطلق المغاربة وعودا ويتنصلون منها في اليوم الموالي فورا؟" لا أجد جوابا، لكنني قررت إهداء هاته الأغنية لغيثة عساني أتصالح معها وتعود الأشياء بيننا سمن على عسل، سانك/سانك، وتصدق أنني موجودة وأنني أكتب ولست مثلها عاجزة عن كتابة سطر واحد دون ارتكاب ألف خطأ فيه، لأنني بكل بساطة "مسكولة" – عكسها تماما – ومررت من المدرسة لسنوات طويلة. آلو غيثة، إليك هذا المورصو، وهذه الأبيات، وهي بالقافية المغربية، وعروضيا من بيت "فوق السطح كنت ساكنة فيه مع صحاباتي يامات الجامعة" ونعود فيما بعد لحديث مطول "حيت كاين شلة مايتقال"٬ آلو-غيثة سمعي آش قال عبدل عليك : شحال بوحاطية، غير تمثل عليا تشكي وتبكي ديما، وتموت فالسينما كل يوم تقول لي كذبة، يسحاب ليها لعبة تغضب بلا سبة وتدير من الحبة قبة عييت ماندوز ليك كل يوم نجمع ليك يا الله تلاحي دابا بالما والشطابة عرفتك ندمتيني بكدوبك كدمتيني يا اللا عصبتيني، وماصدقتيش آلكذابة غير سيري، غير سيري إلى آخر هاته المعلقة من الشعر الحديث الذي علقنا فيه جميعا ولا نجد طريقة للتخلص منه، لا هو ولا بعض الظواهر الفقيرة إبداعيا التي وجبت محاربتها والتبليغ عنها قانونيا بتهمة "انتحال صفة مبدع واخا الله كريم…" A SUIVRE – يتبع – to be continued- نكملو من بعد، تهلاو… ملحوظة عندها علاقة وماعندهاش علاقة يعني ملحوظة مصابة بانفصام فالشخصية: رغم أن صاحب "ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق" لن يعجبه هذا التوظيف السارق لملحوظته، لكنني سأفعل مثل الآخرين وأسطو: موقع "أحداث.أنفو" لم يطلق بعد خانة الفيديوهات الخاصة به، عكس ماقالت غيثة حين ادعت أن خانة فيديوهاتنا لايشاهدها أحد. طبعا لا يشاهدها أحد لأننا لم نطلقها بعد. هذه مفاجأة نعد بها قراء الموقع في القريب، مع خانة فيديو لاتشبه مايقدم لهم في بقية المواقع…