كالثعلب الذي يظهر ويختفي هو الزعيم الليبي معمر القدافي، فمنذ اطنلاق الثورة داخل بلده يظهر بين الفينة والأخرى ليقنع الليبيين أنه لا يزال متمسكا بزمام الأمور، ذلك ما تكرر بعد أن سيطر الثوار منذ يوم الثلاثاء على مقر إقامة العقيد معمر القذافي في مجمع باب العزيزية بطرابلس بعد ساعات من المواجهات العنيفة، حيث شن مئات من المقاتلين الثوار هجوما على مقر القذافي بعد ثلاثة أيام من دخولهم العاصمة، وحطموا جدران المجمع الاسمنتية ودخلوه، و استولى مئات من الثوار على كميات من الاسلحة والذخائر عثروا عليها في احد المباني. لكن الزعيم الليبي معمر القذافي في كلمة صوتية قال «إن سيطرة الثوار الليبيين الثلاثاء على مقره العام في باب العزيزيرة بطرابلس لم يكن سوى «انسحابا تكتيكيا» من جانبه. وقال في تصريح لمحطة تلفزيون العروبة وبثه الموقع الالكتروني لمحطة الليبية التابعة لنجله سيف الاسلام إن «باب العزيزية لم يبق منه إلا الحجارة والطوب وذلك بسبب قصفه من قبل قوات الناتو ب 64 صاروخا وإنسحابنا منه كان تكتيكيا». ولم يوضح الموقع المكان الذي تحدث منه العقيد القذافي. وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل مساء الثلاثاء إن ضحايا معركة طرابلس التي استمرت ثلاثة ايام بلغ 400 قتيل على الاقل والفي جريح, وذلك في مقابلة أجرتها معه قناة فرانس 24 من بنغازي. أما عدد الاسرى بين كتائب القذافي فلا يتجاوز 600 جندي و الثوار الليبيون منذ يوم الثلاثاء الخناق على سرت، مسقط رأس معمر القذافي ومعقله، وبدأت اتصالات ومفاوضات مع القبائل المحلية للتوصل الى دخول المدينة بشكل سلمي. وواصلت طلائع من الثوار القادمة من مصراته تقدمها نحو الجنوب الشرقي على طول الطريق الساحلي المؤدي الى سرت، حسب ما جاء في بيان للمجلس الاعلامي للمجلس العسكري للثوار في مصراتة. وقال البيان إن الثوار «وصلوا الى بلدة الوشكة، على بعد 137 كلم جنوب مصراتة». وأكد أنهم «عازمون على مواصلة تقدمهم باتجاه سرت للالتقاء بالمقاتلين الثوار القادمين من شرق البلاد». وعلى هذه الجبهة الشرقية واصل الثوار أيضا تقدمهم نحو سرت بعد أن استولوا على مرسى راس لانوف النفطي، وبعد سيطرتهم على البريقة، لم يعد يفصل الثوار عن سرت سوى كيلومترات والتي لا تزال تحت سيطرة القوات الموالية للقذافي. وتوجه وفد من المجلس الوطني الانتقالي الى سرت للتفاوض مع زعماء القبائل حول الاستسلام السلمي للمدينة، حسب ما أعلن مصدر في المجلس فضل عدم الكشف عن هويته. وقال متحدث باسم الثوار الليبيين هو محمد كيش لوكالة فرانس برس إن زعماء قبائل محلية أجروا ليل الثلاثاء الاربعاء محادثات عند مدخل سرت مع عناصر من المتمردين. وأضاف إن «المتمردين يحاولون التوصل الى استسلام سلمي للمدينة»، ولكنه لم يوضح ما اذا كان الامر يتعلق بوفد عادي أو بقافلة من الثوار وصلت الى ابواب المدينة. وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل في مقابلة مع محطة التلفزيون الفرنسية «فرانس 24» إنه التقى وفدا الجمعة المنصرمة من سرت وتم الاتفاق معه على أن يكون دخول مدينة سرت من قبل الثوار سلميا وعلى أن يدخلها «ثوار معتدلون لرفع الطوق عنها لان أهلها تواقون للحرية»، وأكد «لن ندخل سرت للنهب والسرقة ولكن لتحرير اخواننا من قبضة كتائب معمر القذافي». كتائب القدافي بدأت تلعب آخر أوراقها حيث واصلت اطلاق صواريخ سكود من ضواحي سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي، باتجاه منطقة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار، حسب ما أعلن هؤلاء، لكن المبعوث الليبي لدى الأممالمتحدة إبراهيم الدباشي أعلن الثلاثاء أنه سيتم تحرير ليبيا بالكامل في غضون 72 ساعة، مضيفا أن « المعارضين الليبيين سيبحثون لائحة الاتهامات ضد معمر القذافي وابنه سيف الإسلام ومدير مخابراته مع المحكمة الجنائية الدولية لكنه يريدون محاكمتهم في ليبيا، ». ولا الوضع يسوده الغموض في ليبيا، وقد تتطور المعارك في طرابلس بعد أن وصلت تعزيزات لقوات القدافي، حيث أعلن موسى ابراهيم المتحدث باسم النظام الليبي صباح الاربعاءأان أكثر من 6500 متطوع وصلوا الى طرابلس واعدا بمد المتطوعين بالذخيرة والسلاح، وهم من مختلف الجنسيات حتى من أوكرانيا التي فتحت تحقيقا في الموضوع، وهدد بأنه «اذا استمر القصف على ليبيا سنجعل ليبيا كانونا من النار وفخا للموت وسنحمي المدنيين من العصابات والحلف الصليبي»، وهو ما يعين أن مستقبل ليبيا لا يزال مفتوحا على كل الإحتمالات..