فعل الصلاة عند التحية ومغادرة السجادة أو باب المسجد. الصلاة فعل ممتد في المكان والزمان. فعل إيماني يستمر مفعوله في الحياة اليومية. الصلاة فعل لا يتوقف عند أداء المصلي للملفوظات والحركات التي أوصانا بها الرسول الكريم. الصلاة فعل تعبدي يكوت فيه المؤمن بين يدي ربه، وعلى هذا الفعل أن يشمل الحياة كلها. فعل ينبغي ألا يقف عند حدود الصلاة المعروفة. فعل شامل للحياة كلها. يقف فيه المؤمن بين يدي خالقه في أفعاله وأعماله ومعاملاته. الصلاة بمفهومها الواسع. هذا ما ينبغي للمؤمن القيام به. أن يعبد المؤمن خالقه في كل صغيرة وكبيرة. أن يركع لخالقه ويسجد له في كل تفاصيل حياته اليومية. الصلاة بمفهومها الواسع والشامل للحياة، فعل يتسلم فيه المؤمن لخالقه استسلاما كليا. يطيعه في ما يقوم به من أفعال وأعمال. يطيعه فيها كما يطيعه في الصلاة المفروضة التي تنهى تنهى عن الفحشاء والمنكر. تصير أفعال المؤمن وأعماله كأنها نوافل الصلاة المفروضة. أفعال بعيدة عن الفحشاء والمنكر. أفعال يصلي فيها المؤمن لخالقه ويتعبد فيها طالبا العمل والفعل بين يدي الله سبحانه وتعالى. هذه دعوة إلى كل مؤمن. الغاية منها الخروج بالصلاة من الضيق إلى الاتساع. خروج يعني الانتقال من حدود الفريضة المكتوبة على المسلم في أوقات حددها الشارع، إلى الاتساع بالصلاة لتشمل الوجود اليومي للمؤمن. من باب التكرار المفيد. الصلاة فعل يمتد مفعوله الإيماني في وجود الفرد وهو يفعل ويعمل في تفاصيل حياته اليومية ودقائقها الصغيرة، البسيطة والعادية. بهذا الفهم الواسع، يصير وجود الفرد كله صلاة. أصلي وأنا أسير في الطريق. أصلي وأنا أميط الأذى عن تلك الطريق. أصلي وأنا لا أبصق كما يفعل البعض. أصلي وأنا لا أرمي الأزبال حيثما اتفق. أصلي وأنا أحترم الآخرين. أصلي وأنا أفسح المجال لغيري. أصلي وأنا أنتظر إلى أن تسمح لي إشارة المرور بقطع الطريق إلى الجهة الأخرى. أصل وأنا أعمل. لا أغش في عملي. أتقن ذلك العمل وأجيده. أصلي وأنا أتجنب أن ينطق لساني بأدنى كلمة تسيء إلى الآخر. أصلي وأنا أحترم دوري في الإدارات والمؤسسات التي يكثر عليها الإقبال. في عبارة واحدة. أصلي وأنا أتجنب كل ما تنهى عنه الصلاة التي هي كتاب موقوت على مؤمن. تصير الصلاة بهذا الفهم الواسع، فعلا إيمانيا شاملا لوجود الفرد في كل صغيرة أو كبيرة. اللهم اجل صلاتنا تشمل وجودنا كله، ولا تغادر أي كبيرة أو صغيرة منه. اللهم آمين يارب العالمين.