تصبب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الاله ابن كيران عرقا وهو يخاطب شبيبة حزبه خلال افتتاح فعاليات ملتقاها الوطني العاشر يوم الأحد بمدينة سلا. خطابه أمام المئات من الأعضاء والضيوف الذين ملأت بهم جنابات قاعة رياضية وصلت شظاياه الى خصومه السياسيين الذين لم يتردد مرة أخرى في نعتهم ب «الإبتزاز والخداع والمكر». ارتفاع الحرارة داخل القاعة دفعت رئيس الحكومة لتسخين خطابه، وقال إن «الخصوم الذين ألفوا الابتزاز والمكر والخداع تجاوزهم القطار»، بل كال الكيل لمعارضيه، فبينما أثنى على أعضاء حزبه بوصفهم بأنهم «خدامين» ، قال بالمقابل إنه «مع الأسف الآخرين غادين فضيحة علي فضيحة داخل حزبهم لا بنزاعاتهم الداخلية ولا بتغييرهم المستمر لأمنائهم العامين»، وخاطب شبيبة المصباح «أقول لكم لا تفتحوا لهم الطريق إذا أرادوا منافستنا فليشمروا على أيديهم». وبعد تصفيقات القاعة مسح ابن كيران العرق المتصبب على جبينه مرة ثانية، وواصل الحديث «وليتنافسوا معنا في الديمقراطية الداخلية أولا، ثم في المبادئ والقيم وفي المعقول وحينها أنا أول من سيصفق لهم». بثقة زائدة في النفس قال إن «إن حزبه لا يعرف أساليب البلطجة والكولسة والتحكم»، وأن «لا صراع داخله على القيادة ولا المناصب»، وعاد لانتقاد الخصوم بالقول إن «الذي يستخدم التحكم في شبيبة حزبه حتما سينتج التحكم في تدبير الدولة والمجتمع»، مضيفا أن «هناك شريحة من الأحزاب تؤمن بالتحكم وبالإغراء بالمناصب والوزرات والسفارات والإمكانيات«، وأن «كثيرون لم ينفعوا بلدهم ووطنهم بل يستحقون الشفقة»، وبعد أن ارتشف كوب ماء قال «أحذر السياسيين وأقول لهم : إدا كنتم تريدون فعلا أن تصدقوا وأن تخدموا الشأن العام وادا أردتم الفضيلة فهدا هو الطريق والسبيل»، أي كما قال «أن تجتهدوا في حسن تهذيب خلقكم وتطهير مجال السياسة». ابن كيران حذر شبيبة حزبه من « الصراع والتنازع على المناصب والكراسي» مضيفا «كان بعض الناس أكثر عددا وحماسة وتضحية منكم، ولكنهم أصبحوا كغثاء السيل عندما تصارعوا على المناصب والكراسي»، ودعاهم بالمقابل الى «التنافس بالمعقول وبالديمقراطية بعيدا عن المناورات وبيع الأوهام والمكر والخداع». ابن كيران لم يفوت الفرصة ليثني على الحكومة التي يترأسها وقال إنه «لم يخرج الشعب المغربي يوما ضدها طيلة ثلاث سنوات»، وأنه «مضى من عمر الحكومة ثلاث وانطلق فيها قطار البلد»، معيدا قولته أمام البرلمان بأنها «كانت بردا وسلاما علي المغرب» وأن من «سيقف في وجه الاصلاح سيتنكر له الشعب والمجتمع». وخاطب معارضيه بالقول « إن الذين يواجهوننا اليوم نقول لهم :قوموا بدوركم»