ملحمة «المغرب المشرق»، العمل الفني الوطني الضخم، خلقت النقاش حولها، وهو النقاش الذي احتد بمجرد إطلاقها على الأنترنت وبثها في القناتين الأولى والثانية عشية عيد العرش، الذي يصادف ال30 يوليوز 2014، ويحتفل بمرور 15 سنة على وصول الملك محمد السادس إلى العرش. بين منتقد ومعجب بالعمل، الذي قاد فكرته المنتج وكاتب الكلمات الكويتي مصعب العنزي، وشاركت فيه مجموعة كبيرة من الفنانين المغاربة، تناسلت التعليقات في الحسابات الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعية وخاصة «فيسبوك». وعاب المنتقدون على العمل، الذي يستغرق 15 دقيقة، عدم التجانس بين الأصوات المؤدية للأغاني المختلفة التي ضمتها الملحمة، والافتقار إلى السلاسة في الانتقال بين الأجناس الموسيقية المغربية الموظفة، فيما ذهب الأكثر شراسة في الانتقاد إلى القول إن «زمن الملاحم زمن بائد» وهي علامة «انتكاسة» لأنها «تعيد المغاربة 15سنة إلى الوراء». المغنية الصحراوية رشيد طلال، واحدة من الفنانين المشاركين في ملحمة «المغرب المشرق»، استهجنت الانتقادات، وأكدت في تصريح ل"أحداث.أنفو" أن «من لم تعجبه الملحمة فلا حس وطني عنده». وردت رشيدة طلال، المعروفة بأدائها للأغنية الحسانية، بحدة على منتقدي العمل مصرحة «لا أقبل أي انتقاد للملحمة، ليس لأننا فوق النقد. لكن لأن العمل هو عمل وطني ويعكس حب المغاربة لبلدهم ولملكهم. قيمة العمل من قيمة الحدث .. فنحن نحتفي بعهد قائم على البناء والتشييد والإصلاح». وتستنكر المغنية موضحة « كيف يمكن القول إننا تجاوزنا عهد الملاحم؟ هل علينا ألا نحتفل ببلدنا؟ ألا نحتفي بملك يكافح، بملك ما رأينا في عهده إلا العطاء والعمل والجد؟.. والمناسبة هنا شرط، إذ نحتفي ب 15 سنة من البناء المتواصل علما أن الفنان ليس عليه أن ينتظر المناسبة للإعلان عن حبه لبلده، وليس الفنان وحده، نحن كلنا معنيون بحب هذا الوطن. كل المغاربة واجب عليهم حب بلدهم. لأن هذا الحب هو المحرك للمزيد من العطاء والإصلاح والتنمية بما فيه خير البلاد والعباد». وتمضي المغنية في ردها موضحة: «لا تهاون مع أعداء هذا الوطن، من يستكثرون على الناس فرحتهم وحبهم ببلدهم. هؤلاء المنتقدون إذا كانوا يكرهون البلد، فهذا شأنهم لكن لا يتطاولوا على غيرهم ممن حب الوطن عنده فطري وطبيعي وواجب». وعلى المستوى الفني، اعتبرت رشيدة طلال ملحمة «المغرب المشرق» عملا متكاملا «يعكس مضمون فكرة الملحمة، التي تتغنى ب15سنة من البناء والعمل من أجل تحقيق الازدهار وهو ما تعكسه الصور الموظفة ومضمون الأغاني المقدمة في العمل. كما أن العمل يعكس عددا من الخصال النبيلة للملك، الذي يقود الشعب في اتجاه التنمية والتطور. والكليب يروم تبيان الأوجه المشرقة من عهد محمد السادس وتجلياتها في المغرب وموجه إلى كل المشككين في استقرار البلد وأمنه وتقدمه وازدهاره». وزادت رشيدة طلال مبينة «كل الحساسيات الفنية متوفرة في العمل، فأنا صحراوية وأمثل الفن الحساني والفنانة اعتابو، الصوت الأمازيغي تمثل اللون الأمازيغي بلهجاته كلها.. والمهم هو مشاركتنا وهي كافية لتمثيل الألوان الموسيقية التي ننتمي إليها». وردا على منتقدي العمل لأنه مبادرة من الكويتي مصعب العنزي وليس فكرة مغربية، فقالت رشيدة طلال:«هذا تحديدا ما شجعني على المشاركة في الملحمة وحبذها لي. فقد سبق لي أن شاركت في ملاحم مغربية، لكن أن تصدر الفكرة عن غير مغربي فلها طعمها الخاص. ومصعب العنزي هو عاشق كبير للمغرب. وسفير الأغنية المغربية، وقد نجح في أن يحقق للأغنية المغربية صداها العربي أكثر من العديد من المغاربة أنفسهم. ولذلك، فلا ضير في أن تكون الفكرة نابعة من عنده أو صادرة عن سواه.. المهم هو مضمون العمل وفكرته وإنجازه، الذي هو مغربي مائة في المائة». أيضا، وعن كون الملحمة حظيت بدعم الأمير مولاي إسماعيل، فاعتبرت رشيدة طلال هذا الدعم «طبيعيا وعاديا. وهو دعم معنوي ومحفز كبير لنا كفنانين. ثم ليس خافيا على أحد أن أهل القصر الملكي، ومن بينهم مولاي اسماعيل يدعمون الفنانين ويستقبلون البعض منهم في إقاماتهم. وأن يصبح هذا علنا وتتحدث عنه وسائل الإعلام أمر طيب. ويعكس انفتاح الأمراء والأميرات على الشعب. وما ظهور الفنانين نجاة اعتابو ومحمود الإدريسي وهما يضعان وسامي العرش، إلا دليل منهما على امتنانهما للرعاية والدعم الملكي الذي حظيا به ويحظى به الفنان المغربي. وأن تقول كلمات أغنية «المغرب انتا ازدهارو»، التي أداها محمود الإدريسي ونجاة اعتابو وجنات، "ياعطوف يارحوم"، فهذا يعكس المد العاطفي والرعاية السامية الفعلية للملك محمد السادس للفنانين. كل الكلام محسوب بدقة.». وخلصت رشيدة طلال كلامها قائلة: « المنتقدون شرذمة قليلة.. ولعلهم أشخاص لم يحالفهم الحظ في المشاركة في العمل. ونحن نقدمها للشعب المغربي، الذي من المؤكد يقاسمنا حب المغرب وحب محمد السادس».