بعد انتهاء النصف الأول من الموسم الدرامي الرمضاني، بدأت تفاصيل الأعمال الدرامية المصرية وجودتها في الظهور، كذلك بدأ الإعلان عن التكلفة الإنتاجية لبعض المسلسلات، مما دفع البعض على مواقع التواصل الاجتماعي إلى اعتبار أن الملايين التي وظفت في هذه الأعمال قد تم اهدارها. بينما بدت أعمال أخرى أقل تكلفة أكثر جذبا للمشاهدين، ومن الواضح أن الأعمال الجماعية نالت نسبة مشاهدة أكبر من الأعمال ذات البطل الواحد. "صاحب السعادة" و"شمس" رغم الجماهيرية الكبيرة للزعيم عادل إمام، إلا أن مسلسله "صاحب السعادة" هذا العام، نال قدرا كبيرا من انتقادات الجمهور والنقاد، إذ اعتبر البعض أن إمام يكرر نفسه عاما بعد عام، ويتعمد إعطاء ابنه محمد إمام راية الكوميديا عمدا، ويرى كثيرون أن التكلفة الضخمة للعمل لم توظف صحيحا، وكان عليهم توفيرها لعمل يستحق، ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للفنانة ليلي علوي ومسلسلها "شمس"، إذ أنها لم تخرج عن المألوف، وطالبها الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي بمحاولة التجديد. "دكتور أمراض نسا" و"شارع عبد العزيز" لم يحصد الجزء الجديد مس مسلسل "شارع عبد العزيز" نسبة مشاهدة مرتفعة، بسبب قلة الترويج له والعرض الحصري على قناة واحدة، ويرى البعض أن المسلسل ظلم بذلك، وربما يحقق المزيد من النجاح بعد انتهاء الموسم الرمضاني، إلا أن البعض الآخر يرى أن المخرج تعمد "المط" حتى يصل بالأحداث إلى 30 حلقة، أما الفنان مصطفى شعبان فيبدو أنه مُعجب بشخصية الشاب متعدد العلاقات النسائية، لذا يتعمد تجسيد الشخصية نفسها كل عام، وهو ما انتقده الجمهور والنقاد. "دهشة" و"جبل الحلال" من الإنتاجات الموفقة هذا العام مسلسل "دهشة" للفنان يحيى الفخراني، حيث استطاع كاتب العمل والمخرج توظيف الشخصيات بصورة جذبت المشاهد، إلا أن بعض النقاد رأوا أن الفخراني ليس براقا هذا العام كما اعتادوا عليه، بينما يثني الجمهور على العمل وحبكته الدرامية ويشيدون بالملابس والتصوير والديكور. وهو الأمر نفسه بالنسبة لمسلسل "جبل الحلال" لمحمود عبد العزيز، إذ استطاع تجسيد شخصية مميزة جذبت أنظار المشاهدين. "سجن النسا" و"السبع وصايا" يبدو أن البطولة الجماعية منذ العام الماضي، هي الفائزة بارتفاع نسبة المشاهدة، إذ تم توظيف الميزانيات الإنتاجية بصورة صحيحة هذا العام، في كل من "سجن النسا" و"السبع وصايا"، إذ استطاعت الكاميرا وقوة القصة والأحداث جذب انتباه المشاهدين إلى "سجن النسا"، واستطاعت المخرجة كاملة أبو ذكري إعادة اكتشاف موهبة الفنانة روبي وإخراج طاقاتها، كما أن الديكورات، وأماكن التصوير تم توظيفها واختيارها بصورة لم تحبط الجمهور. ومن الواضح أن الكاتب محمد أمين راضي، والمخرج خالد مرعي قررا استغلال نجاحهما سويا العام الماضي في مسلسل "نيران صديقة"، وأعادا التجربة في مسلسل "السبع وصايا"، ورغم أن الفكرة فيها جانب صوفي ممزوج بعالم الجريمة، إلا أن اختيار الشخصيات والأماكن والديكورات جذب الجمهور، وهو ما جعل البعض يرى أن التكلفة الإنتاجية للعمل تم توظيفها بصورة أمتعتهم. هناك أيضا العديد من الأعمال التي لاقت رواجا هذا العام، واعتبر الجمهور أن ميزانياتها الإنتاجية لم تذهب هدرا مثل "إمبراطورية مين" للفنانة هند صبري، و"فرق توقيت" لتامر حسني ونيكول سابا، و"عد تنازلي" لعمرو يوسف و"بقعة ضوء"، بينما على قمة قائمة الأسوأ جاء مسلسل "فيفا أطاطا" للفنان محمد سعد. أخطاء تاريخية وتمثيل الحوادث كما اتسمت مسلسلات رمضان هذا العام بوجود دراما تعالج التاريخ المعاصر لمصر، مثل مسلسل "سرايا عابدين" الذي يعالج فترة حكم الخديوي إسماعيل، ومسلسل "صديق العمر" الذي يحكي عن العلاقة بين عبد الحكيم عامر وجمال عبد الناصر، وأثارت تلك المسلسلات الكثير من الجدل حول الأخطاء التاريخية التي حفلت بها الأعمال، لدرجة أن الأمير أحمد فؤاد حفيد الخديوي إسماعيل أصدر بيانا عن تشويه صورة جده الأكبر، وهدد برفع قضية على صانعي المسلسل، في حين أن سامي شرف السكرتير السابق لجمال عبدالناصر أجرى الكثير من الأحاديث الصحفية عن تزييف الحقائق في مسلسل "صديق العمر". كما أن مسلسلات مثل "ابن حلال" و"المرافعة"، اقتبست قصصها من حوادث حقيقية هزت المجتمع المصري، كحالة مقتل بنت المطربة المغربية ليلى غفران، في حالة مسلسل "ابن حلال"، وقضية طلعت مصطفى وسوزان تميم في حالة مسلسل "المرافعة". وإن كان صانعي المسلسلين بذلا مجهودا كبيرا في وسائل الإعلام لنفي وجود أي علاقة بين مسلسليهما والحوادث الحقيقة.