لا أعرف كيف تجرأت "الأحداث المغربية" على انتهاك قداسة الجمعية؟ لا أعرف أي ذبابة لسعت مديرها وطواقم تحريرها – وأنا أعرف أنهم بزاف تبارك الله لأنني زرتهم يوما إبان محنة سابقة – لكي يجرؤوا على طرح السؤال في عددهم ليوم الثلاثاء بخصوص سؤال تمويل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان؟ الجمعية جمعية مناضلة مشهود لها في الداخل وفي الخارج بالطهارة، بالنظافة، بكل شيء جميل، ولا يمكن إطلاقا أن يسمح لجريدة مثل "الأحداث المغربية" بأن تتطاول على "الأمديهاش" وأن تسألها الأمديهاش تسأل ولا تسؤل.. الأمديهاش تنتقد ولا تنتقد.. الأمديهاش تكتب التقارير حول وضعية البلد ولا يحق لأي كان أن يكتب حرفا واحدا عنها. باختصار الأمديهاش فوق النقد، والجريدة اللعينة الملعونة التي امتلكت صفاقة الإقدام على هذه الحماقة يجب أن تصلب. يجب أن تعلق في الساحات. يجب أن تشنق.. هي أصلا مشنوقة ومصلوبة ومعلقة منذ زمان؟ حسنا لنفكر لها في عذاب أكبر.. لنسحل صحافييها. لنطلق عليهم داعش – ألا تتلقى هي الأخرى دعما مختلف الألوان والأشكال والأحجام من مختلف الأمكنة وبعديد الطرق؟ – لنكفرهم، لنعتبرهم تابعين للمخزن، وإن كنا لا نعرف أصلا معنى المخزن، لنقل إنهم مجرد كلاب – ألم يقلها علي المرابط في وقت سابق على هذه اللحظة بكثير؟ – لنسبهم لئلا يعودوا إلى هاته العادة السيئة جدا: عادة طرح الأسئلة المزعجة بعد أن نقوم بذلك، وبعد أن نمحو أثر هاته الجريدة من الوجود مثلما يأمل ويحلم الكثيرون واهمين، لنسأل أنفسنا – غير مع بعضياتنا ودون أن يرانا أحد – "وماذا لو كان ماكتبته الجريدة الملعونة التي نمضي اليوم بطوله في سبها صحيحا؟"، "وماذا لو كان أهل الشعارات الكاذبة يمضون الوقت بطوله في تلقي الزاد والعتاد من هنا ومن هناك؟" بعد ذلك لنستغفر الإله لأننا طرحنا السؤال ولنقل لأنفسنا على سبيل العزاء "آش فيها كاع؟ ياك الدولة براسها وكتشد الفلوس من صندوق النقد الدولي مثلما قال بعض العباقرة وهم يبحثون للأمديهاش عن بعض الأعذار" فعلا "آش فيها كاع؟". الفلوس ضالة المناضل أنى وجدها يأخذها، بعدها يخرج إلى الشارع، يرفع العقيرة بالشعار "المخزن ياحقير عاقت بيك الجماهير". يعود إلى "البرتوش"، يلف السيجارة اللعينة، يشتهي البيرة التي لا يستطيع شربها في رمضان، يقرأ قليلا من القرآن، ويطلب من صديقته أن تريه شيئا منها عبر "الويب كام". ينتهي من عادته العلنية، ويسأل أصدقاءه "تلاحت شي حاجة فاليوتوب ولا مازال؟" تلاحيتي نتا أيها المناضل الصنديد.. مرة أخرى أقولها لأصدقائي في الأحداث المغربية: لا أعرف أي ذبابة جميلة لسعتكم في هذا اليوم الرمضاني العجيب، لكنكم بقرصتكم هاته فتحتم نقاشا خطيرا ستكون له تداعيات كبرى ولا شك في ذلك.. "مساخط نتوما 0 أقولها 0 لكنني أنصحكم بالاستمرار، وتحمل كل هاته الإساءات ففي ختامها خير كثير بالتأكيد للوطن ككل". دمتم مزعجين لكل المتكلسين.. القارئ الوفي لجرأتكم: حميد اليملاحي – الرباط