مروحية الدرك تحوم فوق جبال رأس عصفور الوعرة التضاريس والكثيفة الأشجار، والسبب البحث عن المسلحين الأربعة الذين تسببوا في مقتل «مخزني » مغربي ليلة الخميس المنصرم بعد اشتباك مع حرس الحدود المغاربة بدوار أولاد عامر بني بوحمدون إقليم جرادة. المسلحون الذين تسللوا نحو التراب المغربي كانوا مزودين بأسلحة أوتوماتكية متطورة مكنتهم من الإشتباك بالرصاص مع حرس الحدود، لكن أحدهم أصيب و نزف دما حسب مصادر من عين المكان، وقد يكون أصيب إصابة بليغة، لذلك استنفرت مصالح الدرك والجيش عناصرها ومروحية بحثا عن تلك العناصر الإرهابية التي تسببت في مقتل عنصر القوات المساعدة «عمر حدان» البالغ من العمر 34 سنة. طيلة الساعات الموالية للإشتباك المسلح حلقت مروحية للدرك في عين المكان، وعاشت الدواوير المجاورة حالة استنفار غير مسبوقة، وبدأت في نفس الوقت تحريات مع الفلاح صاحب المنزل الذي قصده الإرهابيون . قوات إضافية حلت بعين المكان من أجل شن حملة تمشيطية بجبال رأس عصفور على الحدود المغربية والجزائرية بحثا عن تلك العناصر الإرهابية التي تتخد من الحدود المغربية الجزائرية معسكرات لها، حسب ساكنة ناحية سيدي بوبكر المتواجدة على بعد حوالي 500 متر على الحدود المغربية، والتي تعودت على سماع إطلاق النار ومشاهدة نيران الرصاص ليلا من طرف الجنود الجزائريين بسبب مواجهات مع عناصر القاعدة بالمغرب الإسلامي بمنطقة رأس عصفور من الناحية الجزائرية، ويؤكد مصدر من ساكنة المنطقة للجريدة أن «الإرهابيين الجزائريين يتسللون عبر الحدود من أجل التزود بالمؤونة». تفاصيل الإشتباك الناري مع عناصر الحدود يرويها أحد ساكنة المنطقة، ويؤكد أن أحد الفلاحين ومربي الماشية الذي يبلغ من العمر حوالي ستين عاما كان حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا من يوم الأحد 17 يوليوز 2011 الجاري بمنزله الكائن تحت جبل رأس عصفور بسيدي جابر ناحية سيدي بوبكر بتويسيت بإقليم جرادة بالقرب المضخات المائية التي تزود الناحية بالماء الصالح للشرب، حين سمع طرقات بالباب ونداء يستأذنه من أجل الخروج. وبعد فتح الباب تقدم للسلام عليه أربعة أشخاص ملتحين بلباس أفغاني، وطلبوا منه أن يشتري لهم مأونة لنذرتها بمكان تواجدهم في الجهة الحدودية الأخرى والذي لم يكشفوا عنه و«انشغالهم بالجهاد في سبيل الله»'. ضرب المسلحون الأربعة موعدا مع الفلاح، حسب المصدر ذاته، بعد أربعة أيام من أجل العودة لأخد مؤونتهم. وانصرفوا إلى حال سبيلهم بعد أن تركوا للكساب مبلغ ماليا بلغت قيمته حسب نفس المصدر مليوني دينار جزائري. عامل الشك دفع بالفلاح إلى إشعار حرس الحدود والجهات المعنية، وأخبرهم أيضا أنهم سيعودون بعد أيام، لكن يضيف نفس المصدر ، لم تؤخد الإخبارية بالجدية المطلوبة ولم يتم تعزيز دورية حرس الحدود بعناصر أكثر أو نصب الكمين بالإحترافية الضرورية، ولذلك ففي موعد تسليم المؤونة، بدأ الترقب وانتظار وصول المسلحين، وبالفعل حضروا في الساعة الحادية عشرة والنصف تقريبا من ليلة يوم الخميس 21 يوليوز، حينها بادر حرس الحدود بمحاولة إيقافهم إلا أنهم فوجئوا بمواجهتهم بوابل من الرصاص باستعمال رشاشات قد تكون رشاش الكلاشينكوف. المواجهة أدت إلى إصابة أحد المسلحين نقل من طرف رفاقه إلى الجهة الأخرى من الحدود مستغلين انشغال حرس الحدود المغاربة بمحاولة اسعاف زميلهم «عمر حدان» الذي أصيب في كبده، ورغم نقلة على متن سيارة إسعاف تابعة لبلدية السعيدية، لقي حتفه قبل الوصول إلى المستشفى الولائي الفارابي بمدينة وجدة متأثرا بجروحه، وهو الذي لم يمض على زواجه سوى أشهر قليلة. في مقبرة بوعرفة وري جثمان شهيد الواجب الوطني «عمر حدان» الترى بعد إقامة الصلاة عليه بمسجد «السنة»، بحضور أفراد أسرة الفقيد وعامل إقليم فجيج صلاح بنيطو والقائد الجهوي للقوات المساعدة بوجدة الكولونيل بوشعيب الرداد، لكن لا يزال الإستنفار الأمني بالمنطقة الحدودية لكشف تفاصيل الحادث حتى لايتكرر ازهاق أرواح الأبرياء. أوسي موح .ل/م. محياوي