لم يكن يوسف حمامة يتخيل أن رغبته في متابعة مباراة الرجاء البيضاوي ستودي به إلى الوقوع ضحية حادث مأساوي جعله يرقد في المصحة بين الحياة والموت. التلميذ الذي كان يستعد لاجتياز الدورة الاستدراكية في امتحانات الباكالوريا اليوم الإثنين توجه إلى مركب محمد الخامس رفقة بعض أصدقائه قبل ثلاثة ساعات من موعد المباراة. رغبته في الجلوس في منطقة معينة من المدرجات جعلته يحاول تسلق أحد الأسوار قصد اختصار المسافة والوصول إلى وجهته في أقصر وقت ممكن، غير أنه سقط في الخندق الذي يحيط بالواجهة الخارجية لمركب محمد الخامس. هل سقط أم دفعه شخص ما؟ سؤال تناقضت الروايات بشأنه. الحادث وقع على الساعة السابعة والربع مساء لكن نقل الضحية إلى مستعجلات ابن رشد لم يتم إلى في حدود الساعة الثامنة و 50 دقيقة. طيلة ساعة ونصف ظل الضحية مرميا على الأرض وسط صراخ مشجعين آخرين احتجوا على تأخر وصول سيارة الإسعاف. أحد المسؤولين الأمنيين حضر إلى عين المكان. عاين الحادث واتصل عبر اللاسيلكي لاستعجال سيارة الإسعاف لكنها لم تأت. «الأحداث المغربية» اتصلت بدورها بقاعة المواصلات التابعة للأمن الوطني لطلب سرعة إسعاف الضحية. كان الجواب هو أن الحادث أبلغ عنه من قبل وأن سيارة الإسعاف اقتربت. مرت نصف ساعة ولم يتغير شيء. الضحية ظل على الأرض دون حراك والمشجعون استمروا في ترديد الهاتفات قبل أن يصرخ أحدهم بنبرة جمعت بين الغضب والسخرية المأساوية: «صافي هاهو غادي ينوض دابا. غادي يكول ليكم بلا ما تجي لومبيلونس ... غادي نمشي للسبيطار على رجلي»،! ازداد عدد الصحفيين المحيطين بيوسف حمامة وازداد عدد المكالمات مع الأمن والوقاية المدنية في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. أحد المصورين تطوع وولج إلى الملعب ونجح أخيرا في إقناع مسؤولين في الوقاية المدنية بتحريك إحدى سيارتي الإسعاف المرابطتين داخل الملعب من أجل لنقل الضحية إلى مستعجلات ببن رشد، بعدما ظلتا طيلة ساعة ونصف على بعد حوالي 400 متر من موقع الحادث! مبرر عدم التدخل منذ البداية، حدده أحد عناصر الوقاية المدنية، في الخوف من حصول شيء ما أو إصابة أحد اللاعبين داخل الملعب!؟ عند الوصول إلى مستشفى ابن رشد أدخل يوسف حمامة مباشرة إلى غرفة الإنعاش. الفحوصات بجهاز «السكانير» أظهرت تعرضه لكسر في العمود الفقري. الأمر لم يقف عند هذا الحد فقد اخترقت بعض الفقرات المنكسرة بالعمود الفقري رقبة الضحية. مسؤولو المستشفى رفضوا الاحتفاظ بيوسف لكون حالته ميؤوس منها. وضع فرض على عمه نقله إلى مصحة خاصة، التي أكد الأطباء المعالجون للضحية بها أن حالته لا تبشر بالخير. والد الضحية كان في حالة نفسية صعبة لدى اتصال «الأحداث المغربية» : «قالوا لينا ماغاديش يعيش». رغم ذلك قبلت أسرة الضحية القيام بمحاولة أخيرة لإنقاذه من خلال عملية جراحية سيخضع لها اليوم وستكون نتيجتها إما وفاته أو بقاؤه حيا ومشلولا.