لم يكن عناصر فرقة مكافحة المخدرات لأمن البرنوصي، الذين انتقلوا السبت الماضي من مقر الشرطة القضائية بحي أناسي نحو منطقة الدورة نواحي الدارالبيضاء، يعتقدون أن رحلتهم المخطط لها منذ عدة أسابيع لإلقاء القبض على أحد مروجي الشيرا وحبوب الهلوسة، سوف تنتهي بفرار المبحوث عنه من بين قبضتهم، وتعرض سيارة خاصة كانوا على متنها إلى وابل من الرشق بالحجارة. الفصل الأول من هذه العملية الأمنية، ابتدأ بعد تمكن الشرطة القضائية لأمن البرنوصي زناتة في أواخر الشهر المنصرم من الإيقاع بمروج للمخدرات، ينتقل من برشيد إلى الدارالبيضاء لتوزيع بضاعته على مجموعة من «البزناسة» الصغار، حيث تم إيقافه قرب متجر «أسيما البرنوصي» وبحوزته 12 كلغ من الشيرا. خلال التحقيق معه لدى الشرطة القضائية، اعترف المتهم أن مزوده الرئيسي بكميات مهمة من الشيرا شخص ذو سوابق في هذا المجال يقطن بأحد دوارير منطقة الدروة. انطلاقا من هذه المعلومة، قامت فرقة مكافحة المخدرات بالتحريات حول هوية الملقب ب«لعرج» في الخمسينات من العمر، الذي يمارس نشاطه في مدار ترابي، يمتد ما بين برشيد وسطات والدارالبيضاء. وبعد تحديد مكان مسكنه ومعرفة بعض تحركاته، انطلق العد العكسي لخطة إلقاء القبض عليه في عقر داره. الفصل الثاني، كان زمانه في حدود الساعة الثامنة والنصف من صباح السبت 9 يوليوز الجاري. ومكانه الحي السكني المسمى «تعاونية الوفاء» بالدورة، حيث داهمت الشرطة بتنسيق مع درك المنطقة منزل تاجر المخدرات، الذي وجد فرصة للانفلات قبل وصولهم بوقت قصير، بينما وقعت زوجته (مبحوث عنها في ملف للهجرة السرية) في قبضة الأمن ساعة المداهمة. كما تم العثور داخل غرف المسكن على حوالي 5 كيوغرامات من الشيرا ومبلغ مالي يتجاوز 2 مليون سنتيم. وفي اللحظة التي كانت العناصر الأمنية على وشك مغادرة المكان، تعرضت إحدى سياراتهم الخاصة إلى رشق بالحجارة من طرف مجموعة مجهولة من أبناء الدوار وأعوان المروج الفار، تسببوا في تهشيم الزجاج وإصابة عنصرين من فرقة مكافحة المخدرات إصابات خفيفة في الكتف والوجه. هذا الحادث دفع الشرطة القضائية لأمن البرنوصي إلى فتح تحقيق فوري حول المعتدين، الذين تم تحديد هوياتهم، حيث تجري التحريات لتوقيفهم بالرغم من أن بعضهم أصبح يفكر في تسليم أنفسهم للشرطة، التي مازالت لحد الآن تطارد عبر عيونها ومخبريها آثار تاجر المخدرات الفار، الذي سيقع لا محالة مهما كان بعيدا عن موطنه بالدورة.