حين يشرع محمد ساجد ومعه أعضاء مكتب مجلس المدينة في إعداد مشروع ميزانيته السنوية، يجد أمامه أكوام من الطلبات المقدمة من الجمعيات تطالبه الإستفادة من دعم لتمويل أنشطتها الثقافية والفنية، لذلك يحتار لاستحالة الإستجابة لكل منها، رغم ضرورة دعم العمل الخيري والإجتماعي والتنشيط الثقافي والفني والرياضي بالميتربول الإقتصادي. التزامات مجلس المدينة الإجتماعية تكلف أيضا جزءا غير يسير من ميزانيته العامة، فالمجلس برمج برسم السنة المنصرمة مبلغ 200 مليون سنتيم لشراء اللوازم المدرسة والتي توزع في مختلف المؤسسات التعليمية التابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين. وامتدت أريحية المجلس لمساعدة فئات معوزة بالدارالبيضاء خاصة من ذوي الإحتياجات الخاصة والذين رصدت لشراء معدات لهم مليون ونصف سنتيم، وحتى الأطفال كان لهم نصيب من الميزانية، حيث رصدت لهم مبلغ 269280 خصصت فقط لشراء لباس الختان قرر أن توزع على حوالي 4000 طفل بالمقاطعات الستة عشر في إطار اتفاقية اعذار 4000 طفل. لا ينسى العمدة ساجد ومعه مجلس المدينة موظفيه المحالين على التقاعد، فحوالي 54 موظف منهم استفاد السنة المنصرمة من منحة لتمويل عملية الحج والعمرة خصص 30 ألف درهم للشخص بالنسبة للحج و20 ألف درهم للعمرة، ورصد لها أزيد من 137 مليون سنتيم في إطار اتفاقية وقعت مع جمعية الأعمال الإجتماعية لموظفي مجازر الجماعة الحضرية، بينما خصص لأبناء الموظفي ما يفوق 100 ميلون سنتيم أيضا للاستفادة من التخييم بإيفران بالمجان في إطار اتفاقية مع جمعية رابطة موظفي وعمال الجماعة الحضرية للدار البيضاء، وأخرى مع جمعية الشؤون الإجتماعة لعمال وموظفي الجماعة الحضرية والرابطة الجهوية لتقنيي الجماعات المحلية بجهة الدارالبيضاء الكبرى وجمعية الحكامة للتنمية البشرية لموظفي وأعوان الجماعة الحضرية وجمعية الأعمال الإجتماعية لموظفي الجماعة الحضرية. وإلى جانبها خمس جمعيات أخرى للأعمال الإجتماعية للموظفين بالجماعة الحضرية و12 جمعية أخرى تابعة للمقاطعات أي ما مجموعه 22 جمعية. الميزانية التي تصرف على العمل الإجتماعي يخصص جزء كبير منها لدعم ثلاث جمعيات هي جمعية دعم المركز الإجتماعي تيط مليل لفائدة نزلاء المركز كما خصص جزء منها كمنحة لمساعدة متضرري حريق كريان القبة عيم السبع وأيضا متضرري حريق كريان الرحبة ومساعدة منكوبي فيضانات الدارالبيضاء في دجنبر سنة 2010 خصصت لشراء الأغطية والأفرشة والخبز والسكر والحليب وعلب السردين والقهوة والشاي والجبن كميات منها لمن يتم توزيعها، وجمعية دعم مركز تصفية الدم عين الشق لمرضى القصور الكلوي المزمن التي استفادت من 100 مليون سنتيم ونصف، وجمعية أمل لمساعدة مرضى القصور الكلوي المزمن بن امسيك والتي استفادت من مائة و30 مليون سنتيم، كل ذلك مساهمة من المجلس في تسيير مركز الجمعيتين في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. لا تستفيد 71 جمعية ذات طابع اجتماعي على صعيد الجماعة الحضرية سوى من أقل 200 مليون أيضا و80 مليون سنتيم توزع بين 149 جمعية أخرى كمنح لها، بينما تسحوذ جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان لوحدها على 400 مليون سنتيم في إطار مساعدتها للمصابين بداء السرطان واقتناء الأدوية الكيماوية. جزء من تلك الميزانية يصرف أيضا مهرجان الدارالبيضاء وإن كان لهذا الأخير مزانيته التي تخصص 400 مليون سنتيم ونصف لوحده تقدم لجمعية منتدى الدارالبيضاء التي تشرف عليه، فيما تستفيذ جمعية ذاكرة الدارالبيضاء من 100 مليون سنتيم لتتكلف بالتنشيط الثقافي داخل المجازر الجماعية القديمة التي تحولت إلى فضاء ثقافي. بينما خصص لحوالي 117 جمعية ثقافية ما يقارب 400 مليون سنتيم على صعيد الجماعة الحضرية فيما استفادت 144 جمعية أخرى على صعيد المقاطعات من مبلغ دعم 80 مليون. التنشيط حاضر أيضا في أجدنة المجلس خاصة العروض المسرحية والموسيقية ومعارض الفن التشكيلي واليت خصصت لها ما يفوق 400 مليون سنتيم، كما يساهم المجلس في تمويل مهرجانات المقاطعات ( حوالي 200 مليون سنتيم) واحياء يوم الأرض ولتمويل برنامجه الفني الذي يصل إلى سبعمائة مليون سنتيم. رغم أن أهمية تلك المبالغ المالية، فإن العديد من الجمعويين يستاؤن من طريقة توزيع تلك المنح وعلى أفضلية جمعيات على أخرى، لذلك يحتج الكثير منهم على أبواب مكتب العمدة الذي يحتار ومعه مستشاريه في إرضاء طلبات كل الجمعويين.