الجزائر تواصل عادتها الدبلوماسية في التعامل مع قضايا المغرب العربي، وقضايا جزئه الغربي بشكل خاص، رمطان لعمامرة يفضل السفر إلي مالي عوض حضور اجتماع وزاري لدول المغرب العربي. فقد أوضح الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية عبد العزيز بن علي الشريف في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية عبد الحميد سنوسي بريكسي سيترأس الوفد الجزائري في أشغال الدورة 32 لمجلس وزراء خارجية دول اتحاد المغرب العربي المقرر عقدها بالرباط يومه الجمعة، والتي ستسبق باجتماع الدورة ال49 للجنة المتابعة المقررة عقدها (أمس الخميس). مصادر إعلامية جزائرية، قالت إن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، لن يشارك في اجتماع وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي المقرر في 9 مايو المقبل بالعاصمة الرباط. موقع «تي اس ا» الناطق بالفرنسية، قال إن الجزائر فضلت تمثيلا متدنيا في هذا الاجتماع، عبر تكليف السفير الجزائري عبد الحميد شبشوب بحضور اجتماع لجنة المتابعة المقررة في 8 مايو ، في حين سيمثل الجزائر في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد المغاربي سكرتير وزير الخارجية الجزائري. وفيما أكدت جريدة «الشروق الجزائرية» أن الجزائرقررت التمسك بنفس الطريقة في الرد على ما أسمته «الاستفزازات المتكررة للمغرب»، من خلال تخفيض تمثيلها الدبلوماسي في جميع النشاطات والاجتماعات الدولية أو الإقليمية التي تحتضنها المملكة المغربية، ذكرت مصادر صحفية متفرقة أن القرار الجزائري راجع إلى استمرار التوتر بين الجزائروالرباط، خاصة منذ الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء، قبل ستة أشهر، والقيام بإنزال العلم الجزائري من على القنصلية، وذلك أثناء احتفالات الجزائريين بذكرى الثورة التحريرية في الفاتح من نونبر، ما خلف استياء واسعا في الجزائر. سياسة الجزائر المعتادة تقدم قرارتها بنفس اللغة المزدوجة، حيث انبري الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية في تفسير أهمية اجتماع وزراء خارجية دول المغرب العربي، دون اكتراث لرمزية غياب المسؤوول الأول عن الدبلوماسية و قال إن مشاركة الجزائر في هذه الدورة "تعكس تشبث بلادنا بخيار اتحاد المغرب العربي، وتمسكها الراسخ بمسار تشييد سرحه وبناء مؤسساته على أساس المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة وبما يستجيب لتطلعات وآمال شعوب دول المنطقة». يذكر أن القرار الجزائري، مرتبط مباشرة بتجميد العلاقات السياسية مع المغرب، عقب حادثة قنصلية الجزائر بالدار البيضاء، حيث يطالب الجزائريون باعتذرات رسمية وما أسموه ب «تعاون حقيقي للتحقيق في الحادث». وكان الناطق الرسمي باسم الخارجية الجزائرية وقتها، عمار بلاني، قد صرح في دجنبر أن «أن الجزائر ستقرر بكل سيادة مستوى التمثيل في الاجتماعات المشتركة التي ستنعقد مستقلا في المغرب، بالنظر إلى الأجواء المتوترة، وهو ما حاول الناطق الرسمي الحالي تجاهله.