أعلنت الصحف الجزائرية الصادرة أمس عن فوز عبد العزيز بوتفليقة بالانتخابات الرئاسية قبل الاعلان عن النتائج النهائية وبشكل رسمي. الفوز الذي كان منتظرا وصفته الصحف ب«الضربة القاضية» واعتبرته تصويتا لصالح «الأمن والاستقرار»! على الجانب الآخر كشفت تصريحات لمنافس بوتفليقة علي بنفليس عما عرفته الانتخابات من تزوير في حواره مع الجريدة الفرنسية لوموند، مثيرا مسألة جمع الرئيس المرشح أربعة ملايين توقيع من المواطنين في ظرف يومين ومتهما إياه باللجوء إلى سجلات الحالة المدنية بالجماعات واستغلالها في هذا الشأن دون علم المعنيين بالأمر واستغلال التلاميذ بمنحهم استمارات التسجيل». بغض النظر عن تصريحات بنفليس حول تزوير الانتخابات وهو أمر على المحاكم الجزائرية المختصة البث فيه، فإن للشعب الجزائري الحق في اختيار المرشح الذي يرى أنه سيخدم مصالحه ويحسن تدبير الشأن العام، وذلك من خلال برنامج واقعي لكن أيضا من مرشح جال كل منطقة في الجزائر لإقناع المواطنين الجزائريين بوجاهة هذا البرنامج. هل يتوفر هذين الشرطين في رئيس العهدة الرابعة؟! يبدأ البرنامج الانتخابي لبوتفليقة بما أنجزه خلال فترات ترؤسه للدولة وهي مقارنة مع الموارد الطبيعية التي تتوفر عليها البلاد إنجازات ضعيفة على مستوى البنيات التحتية والاقتصادية وأكثر من ذلك انتهت بإشعال فتنة غرداية! ويركز البرنامج الذي صوت عليه الجزائريون على عموميات وشعارات فضفاضة من قبيل «توسيع الاجماع الوطني ومحاربة الفساد ...» !! لكن كم قطع الرئيس من كيلومتر للدفاع عن برنامجه الانتخابي؟ الجواب هو صفر. الرئيس الذي يعاني من شلل نصفي ولا يتنقل إلا على كرسي متحرك، مازال «يشعر» أنه يستطيع أن يدبر شؤون أربعين مليون مواطن جزائري، وهو الوحيد الذي يعلم كيف يفعلها. لأنه يعتقد أن رئاسة الجمهورية الجزائرية لا تتطلب أن تكون قريبا من المواطنين ولا تتطلب العمل لساعات متوالية في تفحص والتدقيق في الملفات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تهم الجزائريين، ولا تتطلب أن تخاطبهم مباشرة إلا عبر رسائل لا تخطها أنامله ولا يتلوها لسانه.. بإيجاز رئاسة الجمهورية تعني أن تترك للغير التحكم في البلاد وأن تقضي فترة نقاهة في انتظار الاختبارات الطبية القادمة!!