لقاءات في الظل وأخرى في العلن، تسابق فيها الأغلبية الحكومية الزمن قبل حسم الصراع لكرسي رئاسة مجلس النواب الذي اتضح أن أموره لم تحسم لصالح الأغلبية إلا على الورق فقط بعدما دخل الرئيس المنتهية ولايته، كريم غلاب خضم الصراع من أجل البقاء في كرسي الرئاسة. من المنتظر أن يكون الاجتماع الموسع الذي عقد مساء أمس الخميس في مركز مولاي رشيد للرياضات بضواحي سلا قد عبأ ما يكفي نواب الأغلبية للحضور المكثف للتصويت طبقا للتوجيهات الحزبية التي ستضمن كرسي الرئاسة لمرشح التجمع الوطني للأحرار ومرشح الأغلبية الحكومية رشيد الطالبي العلمي. مصادر برلمانية داخل العدالة والتنمية رحجت أن اللقاء لن يتجاوز منطق التعبئة خاصة وأنه سيشهد حضور أعضاء المكاتب السياسية والأمانات العامة والامناء العامين للأحزاب السياسية الأربعة المشاركة في التحالف الحكومي إضافة لنواب مستشاري الأغلبية الحكومية. وعلى الرغم من أن قادة الأغلبية الحكومية كانوا قد برمجوا قبل أسبوعين، في آخر اجتماع لهم، عرض مضامين ميثاق الأغلبية الحكومية المنقح على أنظار نواب ومستشاري أحزاب الأغلبية، إلا أن المتغيرات الجديدة في مجلس النواب، التي رافقت ترشح كريم غلاب للعودة لرئاسة مجلس النواب، قد تفرض على شركاء عبد الإله بن كيران، تخصيص الجزء المهم من هذا اللقاء لتعبئة النواب البرلمانيين لإنحاج المعركة التي فرضت على الأغلبية الحكومية بعد ترشح غلاب. مصادر الجريدة، مع ذلك قللت من حجم تأثير ترشيح كريم غلاب على حظوظ مرشح الأغلبية الحكومية. في الغالب تقول نفس المصادر إن نواب العدالة والتنمية كثلة صلبة ومنضبطة لقرارات الحزب، فما عدا تغيب نائبين من العدالة والتنمية لوجودهما خارج أرض الوطن في مهام برلمانية ضمن لجنة الداخلية واحتمال تغيب المقرىء أبو زيد الإدريسي الذي غاب أيضا عن التصويت لصالح كريم غلاب في بداية الولاية البرلمانية، ينتظر أن يكون نواب العدالة والتنمية الأكثر حضورا وقد يتجازون المائة نائبا. من جهة ثانية، ما زالت تحركات كريم غلاب وسط نواب الاغلبية الحكومية تثير الكثير من التخوفات لدى قادة الأغلبية الحكومية، خاصة مع تركيز الرئيس المنتهية ولايته، على النواب المترددين في التصويت على الطالبي العلمي. في نفس خانة قراءة الاحتمالات استبعدت مصادر من الأغلبية الحكومية أن يحوز كريم غلاب على كامل أصوات نواب الفريق الاشتراكي التي رجحت أن يكون غيابها عن جلسة التصويت مؤثرا في حظوظ كريم غلاب، الذي نال ثقة قادة المعارضة ومن بينهم الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي ادريس لشكر، مع كل الصعوبات المثارة حول الانضباط داخل الفريق الاشتراكي لقرارات الكاتب الاول للحزب. –