إيصال المعلومة الصحيحة. إنه الهدف المشترك الذي اجتمع من أجله عدد من مهنيي الصحة ومجموعة من الصحفيين ضمن ورشة إعلامية نظمتها الجمعية المغربية لليقظة الدوائية ومجلس هيئة الصيادلة الصناع والموزعين أول أمس الثلاثاء بالرباط. لا تعتيم على كل ما يهم صحة المواطنين، ولكن أيضا لا تخويف أو تهويل. مقصد مشترك بين الصحفيين ومهنيي الصحة. وبلوغ هذا المقصد كان يجب أن يمر أولا عبر الورشة التي همت كل ما يتعلق بمسار صناعة الدواء في المغرب وكذا ظروف السحب. «الدواء يمكن ينفع يمكن يضر ويمكن يقتل» حقيقة يعرفها المرضى ويؤكدها الخبراء. « الدوا ماشي هو حك ديال ماطيشة .. إنها مراحل عديدة تتميز بالدقة والصرامة حرصا على صحة المريض وسلامته» يشرح الدكتور رشيد لمريني رئيس مجلس هيئة الصيادلة الصناع والموزعين. فقبل خروجه للسوق يمر الدواء عبر رحلة طويلة تصل لخمس وعشرين سنة من البحث والتطوير وتنفق من أجله ملاين الدولارات. «لا نتسلم رخص التسويق إلا بعد سنتين أو ثلاث تتأكد خلالها أجهزة مراقبة الدواء من عدم وجود أي خلل وتستمر المراقبة بعد التسويق» يشرح لمريني. لكن مع استعمال الدواء وبمرور الوقت قد تظهر أعراض جانبية لم تكن معروفة. « بسبب سوء الاستعمال أو تداخل الأدوية أو تغير نمط العيش.. تظهر أعاض جانبية جديدة.. لذلك يجب سحب الدواء»، يوضح لمريني معتبرا أن السحب من السوق أمر إيجابي لأنه من غير المنطقي عدم اكتشاف أي غير خلل طوال عقود من استعمال الدواء خاصة مع تطور العلم والأبحاث. بينما فعالية الدواء فهي مضمونة من قبل المختبر الوطني لمراقبة الأدوية والذي يتوفر على اعتماد المديرية الأوروبية لجودة الأدوية حسب معيار إيزو 17025 أما دور مركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية فهو مراقبة الأعراض الجانبية للدواء بعد استعماله من خلال تجميع وتحليل الشكايات التي تصدر عن المرضى أو الأطباء أو الصيادلة ودراستها ثم تقديمها للشبكة العالمية لليقظة الدوائية حيث تتم دراستها من قبل اختصاصيين قبل أن يتم قرار منع هذا الدواء أو ذاك... مع العلم أن مسألة موازنة أضرار ومنافع أي دواء قد تختلف من بلد لآخر. والمثال على ذلك توضحه الدكتورة السليماني بن الشيخ مديرة المركز الوطني لمحاربة التسمم فعقار دي أنطالفيك الذي أثار ضجة كان منعه في بريطانيا أولا بسبب سوء استعماله في هذا البلد حيث كان البعض يلجأ إليه من أجل الانتحار قبل أن يتم تعميم هذا المنع في دول أوروبا ثم المغرب. هدى الأندلسي