الانضمام إلى الجماعات المتطرفة بسوريا، مازال يغري الكثير من الشباب المغربي. هذا المعطى أكده اعتقال عناصر أمن مطار محمد الخامس الدولي، لشاب في العشرينات من العمر، بداية الأسبوع الجاري، كان ينوي التوجه إلى سوريا عبر تركيا. الموقوف، تم اعتقاله من طرف الأجهزة العاملة بمطار محمد الخامس، وتسليمه إلى مقر المنطقة الأمنية بالمطار دقائق قبل سفره في رحلة عبر الخطوط الجوية التركية تربط مابين مطار محمد الخامس ومطار اسطنبول، قبل أن يجري استقدامه إلى مقر الفرقة الوطنية بالدار البيضاء لمباشرة تحقيق معمق معه. المسافر الموقوف، يتحدر من العيون، تعرض لتفتيش دقيق من طرف عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، قبل أن تنتقل نفس العناصر إلى مسكنه بالعيون، وحجز حاسوب وبعض المصنفات التي تنظر للفكر الجهادي، فيما باشر الأمن تحقيقات موسعة مع الموقوف، سيما بعد الاشتباه في كونه ينشط ضمن شبكة لتجنيد وتهجير المقاتلين إلى سوريا عبر تركيا، إذ من المنتظر أن تدخل الشرطة الجنائية الدولية على خط التحقيق، لتعقب شبكة لتهجير المقاتلين نحو سوريا انطلاقا من الأقاليم الجنوبية. الاقتتال الدائر حاليا بين قوات بشار الأسد وفصائل متطرفة بالمنطقة، أصبح يغري العديد من المتشبعين بالفكر الجهادي بالمغرب للانضمام إليه، عبر خلايا متخصصة في الاستقطاب والتجنيد. إحداها كانت تنشط بالمدن الشمالية للمغرب، وجرى تفكيكها من طرف مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. الخلية كانت تنشط في مجال استقطاب وتجنيد شباب مغاربة قصد إرسالهم للقتال ضمن التنظيمات الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة. وكانت تتألف من عدة عناصر تنشط بكل من مدن الفنيدق وطنجة والحسيمة ومكناس، كما صنفتها الأجهزة الأمنية باعتبارها المسؤولة عن إرسال المعتقلين السابقين في قضايا الإرهاب إلى سوريا. «المتطوعون» المغاربة خضعوا لتداريب مكثفة من أجل إشراكهم في عمليات عسكرية وانتحارية، بسوريا من بينهم عناصر قضوا عقوبات سالبة للحرية في إطار قانون مكافحة الإرهاب خلال السنوات الأخيرة. بعد ذلك نجحت المصالح الأمنية المغربية في إحباط العديد من محاولات التجنيد في سوريا في إعادة لنسخ تجربة المجاهدين المغاربة بأفغانستان في سوريا. أنس بن الضيف