جرت يوم الأربعاء الماضي انتخابات ممثلي العاملين في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالمجلس الإداري للشركة وأسفرت عن تجديد الثقة في خالد أكدي ودخول محمد عباسي للمجلس الإداري لأول مرة، «الأحداث المغربية» حضرت بعض فصول العملية الانتخابية وعاشت لساعات أجواءها وتنقل لكم في مايلي من سطور وجهات نظر بعض المرشحين والمصوتين وتقييمهم للعملية ككل. العاملون في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يحتكمون من جديد إلىالصناديق الزجاجية لانتخاب ممثليهم الإثنين في المجلس الإداري للشركة، يلعبون لعبة الترشح والتصويت في ثاني تجربة انتخابية في إطار السباق نحو التمثيلية في مجلس شركتهم، ما يفوق الألفين (عدد المسجلين 2251)، كان ينتظر منهم أن يذهبوا إلى مكاتب التصويت (مكتب التصويت المركزي والمكاتب الجهوية)، ليختاروا اسمين اثنين فقط من بين تسعة عشر مرشحا، وذلك يوم الأربعاء ثامن يونيو 2011 من الصباح إلى المساء، الأكيد أنه يوم غير عادي بما سبقه من استعدادات وماجرى فيه وأيضا يما أسفر عنه من نتائج وتداعيات ... أول انطباع تخرج به وأنت تدلف إلى مكتب التصويت المركزي بمقر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وأنت ترى العاملين يذهبون إلى التصويت ويعودون منه، تنظر إلى مكتب العملية الانتخابية بأعضائه، بمعزله، بصندوقه الزجاجي، أول انطباع تخرج به، الشركة الوطنية ليست دار البريهي ، فكثير من المياه جرت تحت الجسر كما يقال، لكن رغم ذلك فماضي المؤسسة يدعوك إلى الحذر في انتظار النهاية، النتيجة، وقبل الختم نعود إلى البداية، أوحتى قبل البداية، يعني الاستعداد للعملية الانتخابية، محمد عبد النور رئيس قسم العلاقات الاجتماعية وعبدالله شميم إطار في مديرية الموارد البشرية، ومحمد بوفراحي مدير الموارد البشرية يشرحون: إعداد اللوائح الانتخابية، تقسيم المكاتب (13 مكتبا في مراكز البث والإذاعات الجهوية ومكتب مركزي)، استقبال الترشيحات، إعداد الأظرفة وباقي المسائل اللوجستيكية ...) وتفسير قيام الناس ديال الموارد البشرية بالعملية، هو تسهيل وتيسير الأمور على اعتبار الاتصال المباشر لهؤلاء مع زملائهم من العاملين في الشركة، ودائما في إطارالتسهيل والتيسير لايسع المتحدثين إلينا إلا أن يؤكدوا على أن ذلك يتم في إطار ضبط العملية ، فمثلا يمكن للعامل في مدينة العيون أن يصوت في المكتب المركزي في الرباط أو في غيره من المراكز شريطة أن يقوم بالإجراءات اللازمة ( التوفر على أمر بمهمة وحذفه من لائحة العيون وإلحاقه بلائحة الرباط) وكل ذلك يتم تحت مبدأ، تمكين العامل من ممارسة حقه في التصويت والاختيار، علما أن لإجراء العملية الانتخابية تم تكوين لجنة لهذا الغرض تتكون من ممثلين عن الإدارة ضمنهم واحد بصفة رئيس وممثل عن كل نقابة معترف بها قانونا ومكاتب للتصويت ولجنة مركزية للفرز، لكن العملية الانتخابية لاتنحصر في طابعها التقني بل لها جانب سياسي بالمعنى العام والشامل للسياسة، فالانتخابات ونتائجها ليست أرقاما فقط بل هي تختزن وراءها اتجاهات ومواقف مما يجري في الشركة الوطنية وطرق تدبير شؤونها ومنها المجلس الإداري كآلية والمشهد الإعلامي ككل، وللاقتراب من ذلك وحتى قبل أن يكشف عن النتائج كانت لنا لقاءات مع مرشحين ومصوتين . كان أول اسم نلتقي به خالد أكدي الكاتب العام للمكتب النقابي الموحد التابع للكونفيدرالية الديمقراطية للشغل ممثل العاملين في أول مجلس إداري وأحد المرشحين للمجلس الإداري الثاني إن صح القول ( تمكن من الفوز والحفاظ على مقعده في المجلس)، يرى أكدي أن الانتخابات هي نوع من إشراك العاملين نظريا في تسيير وتديبر شؤون المؤسسة، انطلاقا من كون العاملين هم الأساس في اشتغال الشركة وإبداعها وجودة المنتوج الذي تقدمه إلى الجمهور ...لكن بالنسبة له فحضور العاملين من خلال ممثليهم في المجلس الإداري يبقى رمزيا، ولا يتعدى إبداء وجهة النظر وذلك للفارق في عدد الأعضاء بين ممثلي العاملين وممثلي القطاعات الحكومية ولهذا السبب يطالب أكدي باسم العاملين في الشركة ومن يمثلهم بتمثيلية متوازنة داخل المجلس وفتح الباب أمام البرلمانيين لدخوله على خلفية أنهم يمثلون المشاهدين دافعي الضرائب وذلك سيرا على ماهو معمول به في العديد من الدول ومنها فرنسا، وفي هذا السياق لاينسى أكدي التأكيد على أن يعلو النقاش على ماهو تقني ويمس أمورا أكثر استراتيجية . من جهته يسير محمد عباسي مرشح النقابة الديمقراطية للسمعي البصري ( ف، د،ش) ( الفائز بالمقعد الثاني ) في نفس الاتجاه بالدعوة إلى إعادة هيكلة المجلس الإداري للشركة حتى تكون هناك تمثيلية حقيقية للعاملين مع صلاحيات تقريرية ويعتبر أن وجود الأغلبية من القطاعات الحكومية لا يعطى الزخم الحقيقي للعاملين وللقرارات المتخذة، ويؤكد أنه حان الوقت لتكون تمثيلية للشعب في هذا المجلس عبر نوابه في البرلمان مشددا على أن المشاركة في الانتخابات تأتي من باب المساهمة في التطور والإصلاح من داخل المؤسسة . من جانبه يضع ادريس دوكات الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل ترشحه في إطار تحقيق مجموعة من المطالب مؤكدا على ضرورة استفادة العاملين من أي حوار وطني ( اجتماعي ) مع الجهات الحكومية سواء بالزيادة في الأجور أو التقاعد أو تحقيق مطالب الفئات المختلفة، أما عبد الله ريما المرشح المستقل فهو الآخر يركز على المطالب المادية وانعدام التواصل بين العاملين وممثليهم في المجلس، ويؤكد على أن دخوله العملية الانتخابية يأتي من باب المشاركة في التغيير وليس فقط الاكتفاء بدور الملاحظ أو المراقب. لكن الصوت داخل الشركة الوطنية ليس فقط صوت المرشحين ولكن أيضا صوت جيل جديد من العاملين الشباب الذين ينشدون التغيير وهذا مالا يمكن للعين أن تغفله سواء يوم الاقتراع أو في الأيام الأخرى. أوسلامة سعيد من مديرية التسويق قسم البوابة ،لا ينسى من البداية أن يدخل مشاركته الأولى في إطار طموح الجيل الشاب الذي ينتمي إليه مبديا بعض الملاحظات حول الظروف العامة للمؤسسة والعملية الانتخابية، وإن أشار إلى أن أجواء الاقتراع يوم ثامن يونيو لانظير لها حسب تعبيره مقارنة مع ما شهدته انتخابات جمعية الأعمال الاجتماعية التي يوجد ملفها أمام القضاء، فإنه لم يخف امتعاضه من بعض السلوكات التي تنم عن تعامل يتسم بالنظرة الدونية إلى العاملين وهو ما لاعلاقة له بما ينشده الشباب . سارة العاملة المنتمية إلى جيل الشباب وبعد أن أشارت إلى الشفافية التي اتسمت بها العملية الانتخابية أكدت على أهمية تصويت الشباب واختيارهم لمرشحيهم مشددة على ضرورة الرفع من تمثيلية العاملين في المجلس الإداري بالنظر إلى عددهم ومنحهم إمكانية اتخاذ القرار. دائما في إطار جيل الشباب يجمل عمر إسرا الكاتب العام لنقابة مهنيي الإعلام السمعي البصري ( إم ش) المنتظر من ممثلي العاملين في المجلس الإداري في تجسيد مطالب الإصلاح خاصة إصلاح الخط التحريري وكذا الدفاع عن الحقوق المعنوية والمادية للمستخدمين والرفع من تمثيلية العاملين في المجلس الإداري، زميله في قناة الأمازيغية الموضب سعيد ملوكي وبعد أن نوه بالحضور الشبابي أكد على ضرورة انبثاق الإصلاح من داخل المؤسسة لكي تستقيم أمور المؤسسة ويمكن للعاملين فيها القيام بدورهم على أحسن وجه. أصوات جيل الشباب لا تححب أصوات الجيل الذي سبقه وفي العديد من الأحيان تسير معها على نفس الإيقاع . في هذا الصدد وبعد أن أشارت إلى النزاهة والشفافية اللتين طبعتا العملية الانتخابية أكدت مخرجة الأخبار رحمة عياش على أن الهدف المتوخى من الاقتراع هو إفراز ممثلين يتصفون بالمصداقية والنزاهة وينقلون مطالب العاملين ومشاكلهم إلى المجلس الإداري ومناقشة ظروف العمل المادية والمعنوية وكل ذلك من أجل تقديم منتوج يحظى برضى المشاهدين مشددة هي الأخرى على ضرورة الرفع من تمثيلية العاملين بالمجلس الإداري . الإذاعي المعروف الحسين العمراني يرى أن العاملين في الإذاعة والتلفزة بالشركة الوطنية ينتظرون الكثير من المجلس الإداري ويضيف أن الأولوية يجب أن تعطى للمهنة والمهنيين مشددا على ضرورة تحمل المسؤولين للمسؤوليات المنوطة بهم كاشفا في نفس السياق أن نسبة قليلة من العاملين هي التي تشتغل وذلك لانعدام ظروف وشروط العمل ولم يفت العمراني أن ينبه إلى أن هذا التوصيف لا يأتي من باب الصراع حول المناصب وإنما من أجل تجديد النخب في هذه المؤسسة وضمان الاستمراية منوها إلى ضرورة أن يقوم المجلس الإداري، بالدور المنوط به . خير الدين العافي مقدم الأخبار لسنوات في القناة الأولى وفي قنوات عربية وبعد أن أشار إلى أنه متأكد من نجاح المرشح ياسم التنظيم النقابي الذي ينتمي إليه وضمان الحضور في المجلس الإداري حفاظا على الاستمرارية، ومتابعة قضايا وملفات العاملين وصف التمثيلية الحالية للعاملين بالمجلس الإداري بالمجحفة مطالبا بتخفيض ممثلي القطاعات الحكومية. هذه كانت بضعة أصوات العاملين في الشركة الوطنية بمناسبة انتخاب ممثليهم في المجلس الإداري والأكيد أن هناك أصواتا أخرى تختلف معها في التفاصيل، لكن الأكيد أنها تتفق معها في الأمور الأساسية والجوهرية ، والشيء الذي لا يمكن للمرء أن يغفله أن هناك شبابا قادمون بالتغيير إلى الشركة الوطنية وأن صورة هذه الأخيرة لن تبقى كما كانت في السابق.