تمكنت عناصر الشرطة القضائية، بتعاون مع جهاز الاستعلامات العامة، من تفكيك شبكة وطنية متخصصة بالاتجار في عقاقير طبية خاصة بأمراض عصبية ونفسية، يتم ترويجها على مدمنين على هذا النوع من العقاقير بالسوق السوداء، أو يتم استخدامها في تحضير مخدرات بطرق تقليدية. وجاء تفكيك هذه الشبكة بعد إلقاء القبض خلال الأسبوع الماضي على سيدة بمدينة فاس وبحوزتها العديد من الوصفات الطبية التي تتضمن أنواعا من العقاقير المرغوب فيها، وكمية هامة من هذه الأدوية على متن سيارتها. وبعد التحقيق الأولي مع هذه السيدة، تم التعرف على شركائها بمدن الرباط وسلا والخميسات وفاس، حيث تحركت عناصر الأمن في اتجاه تلك المدن، واستطاعت إيقاف عنصرين متهمين، بينما يجري البحث عن ثلاثة شركاء آخرين. وكشف التحقيق الأولي أيضا عن أن الشبكة ظلت تستخدم وصفات طبية مزورة بإمضاء أطباء متخصصين في الطب النفسي والعصبي بمدن مختلفة. وفي هذا الإطار يجري البحث عن شخص متورط في تزوير هذه الوصفات على علاقة بالشبكة ذاتها. وتبين بحسب التحريات الأولية، أن أفراد الشبكة استطاعوا منذ بداية تعاطيهم لهذه العمليات غير القانونية، من جني ثروة مهمة، ذلك أن المتهمة التي تم اعتقالها بفاس، اعترفت أنها تمكنت بفضل عائدات اتجارها في العقاقير الطبية بالسوق السوداء من شراء السيارة التي ضبط على متنها كمية مهمة من الأدوية. وكانت مصالح الأمن بفاس قد اعتقلت شابة في 25 سنة من عمرها، أواسط الأسبوع الماضي، وهي في حالة تلبس باقتناء كمية من العقاقير الطبية تتعلق بأمراض نفسية وعقلية من صيدلية في حي بدر. وجاء اعتقال المتهمة، التي أحيلت في حالة اعتقال على المحكمة الابتدائية، بناء على إشعار في الموضوع من طرف صاحب الصيدلية، بعد أن شك في الأدوية المطلوبة وفي الوصفة الطبية التي عرضتها المعنية بالأمر. وتظاهر الصيدلي بالبحث عن الأدوية المطلوبة داخل محله، وقام بإجراء مكالمة هاتفية مع مصالح الأمن، التي حضرت إلى عين المكان على الفور، وضبطت المتهمة وبحوزتها الوصفة الطبية المزورة، قبل أن تتمكن من ضبط كمية وصفت بالهامة من العقاقير الطبية الخاصة بالأمراض النفسية والعصبية داخل سيارتها. وعقب اعتقالها، تم فتح تحقيق في الموضوع، تبين على إثره أن المتهمة تنتمي إلى شبكة، تنشط بعدة مدن بالمملكة، مختصة في اقتناء كميات كبيرة من الأدوية الخاصة بالأمراض النفسية والعصبية، عن طريق وصفات طبية مزورة، بعرض ترويج هذه العقاقير في السوق السوداء على المدمنين عليها، أو استخدامها في تحضير أنواع من المخدرات «التقليدية» والتي يتم ترويجها على نطاق واسع، خاصة أمام المؤسسات التربوية.