إطارات مطاطية من مختلف الأحجام.. مكبرات صوت أطلقت موسيقى صاخبة.. متفجرات من مختلف الأنواع.. نيران ملتهبة ارتفعت ألسنتها لتعانق موجات دخانها ذات السواد الداكن عنان السماء… هي ذي عدة من ادعوا أنهم يحتفلون بعاشوراء، وهذه كذلك هي الأجواء التي خلقها المئات من الشبان والأطفال، بأحياء مختلفة من مدينة الدارالبيضاء، أصروا على الاحتفال بطريقتهم الخاصة، التي لم تخل من مشاحنات ومشاجرات، وتبادل للتراشق بين شبان بعض الأحياء، خاصة بالمناطق الواقعة بين دوار احمر وأحياء الزبير التابعة للمقاطعة الحضرية الحي الحسني بالبيضاء. فبهذه المنطقة تحولت الاحتفالات بعاشوراء، ليلة أول أمس، إلى مناسبة شن خلالها بعض الشبان من «دوار احمر» هجوما بالحجارة على شبان «حي الزبير»، حيث ساد الهلع والخوف في صفوف السكان. وخلال هذه الأجواء لم يسلم الزجاج الخلفي لسيارة تابعة للأمن الاقليمي الحي الحسني بالبيضاء من "العدوان" الذي شنه بعض المنحرفين، اتخذوا احتفالات عاشوراء مطية للدخول في صراعات ومشاحنات مع الأحياء المجاورة، خاصة عند إقامات الخزامى بمنطقة ليساسفة العليا. فليلة الأربعاء الماضي اضطرت المصالح الأمنية مدعومة بالقوات المساعدة إلى التنسيق بينها من أجل فض التجمعات الشبابية التي تحولت إلى حلبات لإشعال النيران، وإطلاق العنان لمكبرات الصوت التي ارتفعت موسيقاها صاخبة، متسببة في إزعاج السكان، بعد أن رفض ناصبوها خفض مستويات صوتها حفاظا على راحة السكان، خاصة بعض المرضى. وقد أدى تدخل عناصر المنطقة الأمنية بالحي الحسني إلى تفريق جموع المتصارعين، وحجز مكبر صوت، إضافة إلى إيقاف بعض الأشخاص الذين ساهموا في إحداث الفوضى بين الأحياء. بعد أن غابت الأجواء البسيطة في الاحتفالات والأهازيج التقليدية التي كان الصغار يصدحون بها في هذه المناسبة، لتغدو مع بعض العينات، مناسبة تستغل للاعتداء والتحرش والترويع. وقد ساهمت الدوريات الأمنية في تفريق المتجمهرين، وإعادة الهدوء إلى الأحياء، بعد إطفاء مجموعة من الحرائق التي استغلت الإطارات المطاطية في إشعالها.